سجّل عدد من المحامين على رأسهم فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان وقفتهم أمس بالغرفة الجزائية الخامسة بمجلس قضاء الجزائر تضامنا مع المحامي أمين سيدهم الذي استدعي للمثول أمام العدالة مجدّدا، ليحاكم عن جرم إهانة هيئة نظامية والتقليل من شأن أحكام قضائية، وهي التهمة التي أدين من أجلها سنة 2008 بعقوبة ستة أشهر حبسا موقوفة النفاذ مع تغريمه بمبلغ 20 ألف دينار قبل أن يتم الطعن فيها أمام المحكمة العليا. وجاءت متابعة المتهم بناء على مقال نشر في جريدة خاصة بتاريخ 30 ماي 2004، مرفوقا صورة أب أمين سيدهم واسمه ويحمل عنوان "استدعي للشهادة في قضية بشير فريك، عوفي يقضي شهره الثلاثين في سركاجي" وهو المقال الذي جرّ صحفية إلى العدالة لتحاكم بنفس التهمة. عنونت الصحفية مقالها بناء على جلسة محاكمة المتهم الطيب عوفي مدير وكالة عقارية بوهران المتابع بجرم تبديد أموال عمومية بالتواطؤ مع بشير فريك الوالي الأسبق لوهران، ونقلت تعليقات المحامي أمين سيدهم، حيث وردت في المقال عبارة "الحكم التعسفي"، فيما أكد المحامي أنه وصف "الحجر بالتعسفي وليس الحكم"، وأضاف المحامي في المحاكمة الأولى أن "المحكمة لم تصدر بعد أي حكم وكأن القضية محصورة في قرار الإحالة"، ناكرا وصف حكم القضاء "بالحكم التعسفي لأنه رجل قانون"، مؤكدا أنه لم يطّلع على المقال إلا بعد استدعائه من طرف وكيل الجمهورية وعلق المحامي سعيد زاهي للسلام بعد تأجيل المحاكمة للمرّة الثانية "أن متابعة المحامي أمين سيدهم مرتبطة بمواقفه كحقوقي". ويعرف عن أمين سيدهم أنه مختص في قضايا الإرهاب وتبرز مواقفه في مختلف مرافعاته المناهضة لانتهاكات حقوق الإنسان، والاعتقالات التي كانت تطال المشتبه فيهم خلال العشرية السوداء وعمليات الاستنطاق خلال التحقيق.