أبدى العديد من سكان بلديات ولاية بومرداس استياءهم وتذمرهم الشديدين إزاء غياب أدنى المرافق الترفيهية وكذا الرياضية، حيث لا تزال عدة أحياء منتشرة عبر تراب الولاية تشكو غياب مراكز للترفيه أو المركبات الرياضة أو حتى لعدد من دور الشباب على مستواها، شأنها في ذلك شأن بعض البلديات المهمشة كبلدية لقاطة، خروبة، بني عمران وبعض الأحياء المعزولة المنتشرة عبر تراب الولاية على غرار بلدية تيمزريت، وبعض البلديات الأخرى على غرار الناصرة، عمال وبني عمران· إذ لا يزال شباب بلدية لقاطة جنوب شرق بومرداس مثلا يطالب بتوفير الحد الأدنى من الهياكل الرياضية والخدمات الشبانية كاستحداث دور للشباب· وقد أكد في هذا الغرض السكان أنهم طلبوا من السلطات المعنية التدخل العاجل من أجل برمجة مشاريع تنموية في مثل هذه المرافق، إلا أنها وحسبهم اكتفت بتقديم الوعود التي لم تجسد لحد الساعة على أرض الواقع وبقيت حبرا على ورق· سلطت العزلة والتهميش على الطاقات والإمكانات الرياضية لدى شباب أحياء بلدية برج منايل شرق بومرداس كونها تفتقر للمراكز الرياضية وقاعات اللعب وحتى دور الشباب الترفيهية والتثقيفية التي تسمح لهم بتفجير إمكاناتهم· ولا يزال شباب أحياء 96 مسكن و السهل المتواجدين ببلدية برج منايل شرق بومرداس يشكون الضجر والملل والفراغ اللذان يعدان السم القاتل والحقيقي لسكانها، خصوصا منهم الشباب البطال الذي لا يجد انشغالا مفيدا يملأ به وقت فراغه المر الذي يدفع بأغلبيتهم إلى اللجوء إلى عالم المخدرات والمهلوسات والكيف المعالج وما شابه ذالك· يشتكي شباب قرية ماتوسة المتواجدة ببلدية يسر جنوب شرق بومرداس من غياب أدنى المرافق الترفيهية والرياضية على وجه التحديد، فسكان القرية المذكورة أبدوا استياءهم إزاء تماطل السلطات في بناء مثل هذه المشاريع التنموية التي من شأنها أن تملأ أوقات فراغ الشباب سواء في فصل الصيف أو الشتاء· وفي هذا الغرض أكد أحد شباب القرية أن شتاءهم صقيع وصيفهم جحيم بالنظر إلى حجم المعاناة التي يتخبطون فيها كل موسم شتاء وفصل الصيف· ففي الوقت الذي يقضي فيه البعض عطلته الصيفية على شاطئ البحر وفي المخيمات الصيفية، يكون أطفال وشباب قرية ماتوسة في عزلة ينتظرون لحظة الفرج· يشكو عدد كبير من سكان البلديات المهمشة ببومرداس على غرار سي مصطفى، بود واو، خميس الخشنة وحمادي من ارتفاع عدد قاعات الأنترنيت المخصصة للترفيه واللعب مقابل شح كبير في عدد قاعات الرياضة ومراكز الشباب التثقيفية، مع العلم أن خطورة فتح مجال الاستخدام الحر لتقنية الأنترنيت سلبياتها وإيجابياتها بالنسبة للشباب والأطفال قد تضاعف من إمكانية ضياع الأخلاق والاندفاع نحو غايات لا أخلاقية بالنظر إلى حجم القضايا الخطيرة التي صارت ترافع عنها المحاكم يوميا والمتعلقة بقضايا الأفعال المخلة بالحياء والترويج للأفلام الخليعة التي قد ينحرف الشباب وراءها في ظل تضاعف عدد قاعات الأنترنيت مقابل ضعف في التوجيه السليم للشباب باتجاه المرافق الرياضية·