تتواصل معاناة سكان قرية جعونة ببلدية يسر، شرق ولاية بومرداس، مع غياب المشاريع التنموية التي من شأنها إخراجهم من جحيم الأوضاع المزرية السائدة بقريتهم التي تصنف ضمن المناطق المنسية، التي زادها إهمال المسؤولين باعا في التخلف ومرارة في العيش، بعد أن صار قاطنوها يتجرعون الأمرين جراء غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة. ل. حمزة جدد ممثلو المجتمع المدني لقرية جعونة عبر منبر (أخبار اليوم) مناشدتهم للسلطات الوصية قصد انتشالهم من الوضعية الحرجة التي يعيشونها، مؤكدين أنهم لا يزالون يتجرعون مرارة العيش في ظل انعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة. فقاطنو هذه القرية يشكون من نقائص تنموية فادحة مددت من عمر معاناتهم كثيرا وضاعفت بالمقابل من حجم الغبن الذي يتجرعونه، حيث لا تزال العديد من المرافق والخدمات الضرورية مفقودة ولا يعثر لها على أثر، كما بقيت كافة المطالب المرفوعة المتعلقة بها رهن أدراج المسؤولين المحليين الذين يثبت الواقع أن الوعود التي أطلقوها عليهم في كل مناسبة لا وجود لها والدليل أن لا شيء منها تجسد على أرض الميدان. ويعدد سكان قرية جعونة مشاكلهم المتفاقمة بدءا من أزمة العطش التي حولت حياتهم إلى رحلة بحث دائمة عن قطرة ماء، مشيرين في هذا السياق إلى أنهم مجبرون على قطع العديد من الكيلومترات لأجل التزود بهذه المادة الحيوية. كما يضاف إلى جملة المشاكل التي تعاني منها القرية وضعية الطرقات غير المعبدة وعدم إعادة تزفيتها، مما يعني توقف نشاط السكان وحركتهم في فصل الشتاء بسبب الأوحال والسيول الجارفة، هذا الوضع يتكرر كذلك في فصل الصيف نتيجة صعوبة المسالك والطرق الترابية التي لا تصلح للسير، مما سبب لهم متاعب جد قاسية. على صعيد آخر، طرح محدثونا مشكلا آخر لا يقل أهمية عن الأول ألا وهو مشكلة انعدام النقل، حيث أكدوا لنا وجود حافلتين فقط تربط قريتهم بالبلدية وليس لهما وقت محدد وهما في حالة جد مزرية، في حين يزداد الأمر سوءا في هذا الفصل، فالتلاميذ والعمال يجدون صعوبة في الوصول إلى منازلهم. وتعتبر أزمة النقل أكثر المشاكل التي تضغط بثقلها على السكان جراء انعدام حافلات تتكفل بنقلهم، الأمر الذي يعطلهم في أغلب الأحيان عن بلوغ مقاصدهم وقضاء حوائجهم، إلا أن اكبر المتضررين هنا هم أطفال المدارس الذين أكدوا لنا أنهم يصلون متأخرين إلى مقاعد الدراسة، كما تفوتهم عدة حصص مهمة، ما يؤثر سلبا على مردودهم وتحصيلهم الدراسي. كما عبر السكان أيضا عن استيائهم الشديد من غياب التغطية والرعاية الصحية بالقرية لافتقارها إلى مركز صحي من شأنه تقديم الخدمات الصحية للمرضى، ما جعلهم يعانون الأمرين نتيجة بعد قاعات العلاج وصعوبة الوصول إلى أقرب مستوصف متواجد على مستوى البلدية، مما يعرض حياة المريض للخطر في حال حدوث بعض الحالات التي تستدعي التدخل العاجل، خاصة النساء الحوامل. وأمام هذه الوضعية المزرية يناشد قاطنو قرية جعونة وعلى رأسهم المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي التدخل العاجل للتكفل بانشغالاتهم، وأن يتم تغطية النقص المسجل وتجسيد كل المطالب الملحة على الميدان حتى لا تبقى مجرد حبر على ورق، على حد تعبير السكان وانتشالهم من العزلة المفروضة عليهم.