* مواطنون يفضحون (بريكولاج) مسؤولي المستشفى أمام الوزير وجد وزير الصحة والسكان نفسه محاصرا بين جموع محتجين غاضبين من سكان مدينة عين صالح الواقعة على بعد 700 كيلومتر إلى الشمال من عاصمة الأهفار تمنراست، خلال الزيارة الفجائية التي قادته إلى مستشفى عين صالح في حدود الساعة الحادية ونصف من ليلة أول أمس، حاول الوزير خلالها الاستماع في هدوء إلى انشغالات المحتجين الغاضبين الذين تنقّلوا فور انتشار خبر قدومه إلى المدينة قادما من الولاية بعد الزيارة العمل التي قادته صباح نفس اليوم إلى ولاية باتنة أشرف فيها على انطلاق عملية الدورة التكوينية للأطباء العامين في العلاج الكيميائي المخصّص لمرضى السرطان بذات الولاية. أوضح الوزير عبد المالك بوضياف بالمؤسسة الاستشفائية لعين صالح خلال زيارته لجرحى حادث المرور الخطير الذي وقع فجر الأحد أنه سيعود في غضون الشهرين القادمين إلى المدينة لوضع حجر الأساس لبناء مستشفى يتسّع ل 120 سرير، كما تعهّد أمام الجموع الذين تواجدوا قبل دخوله أمام مدخل مصلحة الاستعجالات قبل وبعد خروجه بأنه سيقوم بتدعيم الطاقم الطبي الحالي (والمكون) -حسب التصريح الذي خصّه به مدير المستشفى (محمد بن سالم)- من 13 طبيبا مختصا من خلال إيفاد عدد معتبر من الأطباء الأخصائيين عقب عملية توزيع 2400 طبيب مختص على المستوى الوطني. وأبرز بوضياف أنه ستتم الاستعانة بأطقم طبية إضافية من كوبا في حال عدم توفر العدد الكافي من الأخصائيين بعد تلك التي التحقت بالمستشفى منذ عامين تقريبا، خاصة وأن الدولة تعطي الأولوية للولايات الجنوبية تليها الهضاب العليا، وبالذات فيما يتعلّق بتوفير الأطقم الطبية وبناء المؤسسات الاستشفائية. وأوضح الوزير في ذات الصدد أن الوزارة تعمل على توفير الظروف الملائمة لعمل الأطباء لتمكينهم من آداء واجبهم المهني، لا سيما ما تعلّق بتجهيز المستشفيات بالعتاد الطبي اللازم لكل تخصص طبي، إضافة إلى توفير السكن اللائق لهم، مشيرا إلى أنه وتنفيذا للتعليمات الصارمة من طرف الوزير الأول لوالي الولاية وبإشرافه تمّ استكمال الأشغال المتعلّقة ب 13 مسكنا وظيفيا خاصا بالأطباء بعين صالح. وبالمناسبة، استمع الوزير بإسهاب إلى انشغالات سكان المدينة الذين فوّضوا ممثلا عنهم لطرحها، والتي انصبت في مجملها حول المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها قطاع الصحة، وكان ظاهرا للعيان أن الإدارة قامت بعملية تنظيف لمصلحة الاستعجالات وصلت إلى حدّ تسخير عدد من الممرضات مع إعادة نصب أضواء جديدة وتغيير الأغطية والأفرشة الخاصة بالمرضى وتنظيفها وحتى تكثيف أعوان الأمن رغم العجز المسبق، وهي كلها تغييرات أكدها عدد من المواطنين الذين قالوا للوزير وبصريح العبارة: (نتمنى أن يبقى المستشفى هكذا طوال أيام السنة مثلما كان الأمر بمناسبة زيارتك).