بعد أن كانت الأقراط تستعمل في القديم للذكور ويبقى بها الطفل إلى أن يكبر وكانت تأخذ اسم "العياشة"، وهو العرف الذي كان شائعا بين جداتنا منذ القدم خاصة وان تلك "العياشة" كن يضعن فيها الأمل بعيش الطفل لاسيما النسوة التي تعددت وفاة أطفالهن الواحد تلو الآخر، فيتواصين بوضع ذلك القرط على أذن الطفل خاصة من اجل العيش الطويل. إلا انه في الوقت الحالي أضحى جل الشبان يلهثون وراء وضع الأقراط ليس للعيش بل من باب الموضة وأضحت تلك الأقراط تشبه بكثير الأقراط التي تضعها الفتيات وأخذت أشكالا متنوعة إضافة إلى الشكل الدائري، ولم يعد يعتمد الشبان على وضع واحدة بل أصبح منهم من يستعين بالاثنتين مثلهم مثل الفتيات، وتعددت الأنواع والأشكال. وصار العديد من الشبان يميلون إلى وضع الأقراط في الآونة الأخيرة على الرغم من أنها عادة أنثوية محضة لاسيما في مجتمعنا التي اختلطت فيه المفاهيم والموازين، وأضحى يستعصى التفريق فيه بين الأنثى والذكر، والذكر والأنثى بعد أن انسلخ العديد من الشبان من ذكورتهم، والعديد من الفتيات من أنوثتهن وما لهث الشبان وراء تعليق الأقراط إلا دليل على ذلك. ولرصد بعض الآراء اقتربنا من بعض المواطنين فقالت الحاجة مسعودة انه في القديم كان يعلق قرط واحد ووحيد على الأذن اليسرى، وكانت تسمى "العياشة" وتهتدي إلى ذلك الحل النسوة اللواتي شهدن موت العديد من أطفالهن الذكور فيفعلن ذلك لكي يعيش الطفل ويطول عمره وفقا لتلك العادة إلا انه في الوقت الحالي أصبحنا نرى شبانا وهم يعلقون أقراطا اختلفت أنواعها، وتميل أكثر إلى استعمالها من طرف الفتيات، إلا أن بعض الشبان بدأوا في تعليقها من باب الموضة والزينة وقالت أنها لا تشجع تلك العادة التي من شانها أن تقضي على الفحولة والرجولة خاصة وان الأقراط متعلقة أكثر بالفتيات، إلا أنها صادفت العديد من الشبان وهم يضعون الأقراط في كلتا الأذنين، وأضافت أنها استغربت إلى ما آل إليه بعض الشبان في الوقت الحالي إلى درجة أضحى يستعصى فيها التفريق بين الذكر والأنثى، ومثلهم الفتيات اللواتي هن كذلك يحاولن الانسلاخ عن أنوثتهن خاصة وأنهن بتن يقدمن على أفعال تقرب إلى الرجال أكثر على غرار التدخين وكذا الهيئة الخارجية التي لا تتوافق البتة مع جنسهن كإناث ومن ثمة اختلطت الأمور في الوقت الحالي. أما السيد ناصر فقال انه بالفعل أصبح العديد من الشبان لاسيما المراهقون يقدمون على سلوكات وأفعال من شانها أن تهدم وتؤثر في جنسهم الذكوري على غرار وضع الأقراط المتنوعة التي كانت منذ وقت طويل عادة أنثوية محضة إلا أننا نجد الكثير من الذكور ممن أصبحوا يعتمدون على وضعها بكثرة واختلفت أنواعها ولم يعد يعتمد على "العياشة" التي كثيرا ما أخذت شكلا دائريا وكانت تعتمد عليها جداتنا من اجل عيش الاطفال لذلك أطلق عليها ذلك الاسم المقتبس من العيش الطويل.