أصبح مرض السرطان ينتشر بسرعة البرق ويمس الصغير قبل الكبير، إذ بات ينهش أجسام الكبار والصغار على حد سواء، وما ساعد على انتشاره في الآونة الأخيرة بعض الملابس ذات الماركات العالمية المستوردة، والتي تروج رواجا واسعا دون العلم بمخاطرها، خاصة منها الملابس الداخلية والنتيجة زيادة رهيبة في أعداد المصابين بسرطان الثدي الذي أضحى يصل إلى 11 ألف حالة في الجزائر حسب آخر الإحصائيات. حسيبة موزاوي الاستعمال العشوائي الذي طبع مختلف ضروريات الحياة أدى إلى تفاقم المرض، حيث تم اكتشاف مؤخرا مواد مسرطنة داخل بعض حمالات الصدر التي تحتوي على الإسفنج لإبراز الثدي والتي لاقت رواجا كبيرا في الأسواق الجزائرية غير أنها مملوءة بأشياء تشبه الإسفنجة في حين أنها تحتوي أيضا على أكياس في بطانة حمالة الصدر، ليست أكياسا مائية، بل هي أكياس لسوائل لم يتم التعرف على مكوناتها إلا مؤخرا بعد تحليلها داخل المخابر وتم التوصل إلى مدى خطورة هذه السوائل، وإدراك أنها مواد مسرطنة. ذعر كبير بين الفتيات كما أثارت هذه الحمالات الصدرية التي تباع بالأسواق الجزائرية حالة من الذعر في صفوف الفتيات والنسوة والمراهقات بعد مزاعم باكتشاف مواد (غريبة) بداخل هذه الحمالات، ودبت حالة القلق عقب تداول فتيات على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المخصصة لحمالات صدر للتأكد من الأمر، وفعلا قامت بعض الفتيات بشرائها وبعد استعمالها اكتشفن أن هذه الحمالات بداخلها مادة زيتية تشبه (الجال)، وسادت المخاوف من أن تكون هذه المواد تتسبب بحالة من السرطان لمستخدمي هذه النوعية من الملابس النسائية، خصوصا وأنها المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف مثل هذه الأشياء، حيث أكد العديد ممن اقتنوا هذه الملابس الداخلية أنه لا يمكن تمييزها من بين كل الحمالات خاصة وأنها تباع بنفس الأسعار، الأمر الذي دفع المئات للشراء من هذه النوعيات دون الشك أنها لا تطابق المعايير الصحية لها، الأمر الذي يوضح أنه غالبا لا تخضع كميات هائلة من الملابس الداخلية المهربة أو المستوردة من الخارج لأي رقابة. هذا وقد أكد مصدر مطلع بأحد المخابر صحة هذه الأخبار على إثر التأكد منها بعد الفحص، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على مراقبة جميع الأسواق الجزائرية للحد من انتشار تلك الملبوسات وسحبها، وحذر ذات المصدر في الوقت نفسه جميع المستهلكين الذين اقتنوا هذه المقتنيات في وقت سابق من ارتدائها مرة أخرى وإتلافها فورا، كما نصح جميع مستهلكي هذه الأنواع من الحمالات إلى اختبارها قبل الشراء وذلك بثقب المنتوج بدبوس للتأكد من وجود زيت مسرطن. عواقب وخيمة على الصحة تجدر الإشارة أن الشبهات حامت منذ شهرين حول وجود مواد مسرطنة في الملابس التي ترد إلى الأسواق الجزائرية ومنها ما هو لماركات عالمية، فالأمر يستدعي تعامل الجهات الرقابية معه بحزم بهدف إحكام السيطرة على منافذ البيع سواء البرية أو البحرية أو الجوية، وضرورة إجراء فحوص دقيقة للمواد والسلع التي تدخل الجزائر، لاسيما مع تزايد البضائع غير المطابقة للمواصفات في الأسواق، فانتشار المواد والسلع المغشوشة يؤدي إلى مخاطر عديدة، وبدأ يستهدف جوانب مهمة في الحياة ويجدر التنبه للأمر والعمل على تتبع مكامن الخلل والقضاء على الظواهر السلبية. كما حذر مختصون في الصحة من ضرورة الابتعاد عن مثل تلك المواد والمنتجات المستوردة التي تدخل السوق الجزائري من أجل حماية الصحة العامة، وتؤكد المصادر الطبية في أكثر من مناسبة أن مثل هذه المنتجات التي تحتوي على مواد كيماوية غريبة قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي وبأمراض أخرى مستعصية العلاج في حال عدم التفطن وتحديد المواد الأولية التي صنعت منها وقد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.