** توفيت والدتي فكيف يكون بري لها بعد موتها؟ * من فضل الله علينا ورحمته أن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما وإنما يستمر بالدعاء بالمغفرة والرحمة لهما قال تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً". كما يستمر البر بالاستغفار لهما لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ترفع للميت درجته في الجنة فيقول: أيا رب أي شيء هذا؟ فيقول عز وجل: "ولدك استغفر لك". كما يكون برُّهما بقضاء دين الله تعالى عليهما إن كان قد ماتا وعلى أحدهما صيام، فإما أن يطعم أولياءه مكان كل يوم مسكينا. وإما أن يصوم عنه لحديث عائشة رضي الله عنه إن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه" وكذلك له أن يؤدي الحج نيابة عنه. وكذلك إن كان على أحدهما ديون خاصة بالعباد فعليه أن يبرئ ذمته من هذه الديون. وكذلك من البر بالوالدين أن يصل الولد أهل ودهما أي يكرم صديقيهما ففي الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه لقي رجلاً من الأعراب وكان يركب دابة ويلبس على رأسه عمامة. فنزل من على دابته وأركب الأعرابي عليها بعد أن اعتنقه ووضع العمامة على رأس الأعرابي. فلما انصرف الأعرابي قيل لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن يرحمك الله: إن الأعراب يرضون بأقل من ذلك. فقال رضي الله عنه: إن أباه كان أهل ودّ عمر وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد موته".