ناقشت محكمة جنايات العاصمة أمس ملف خمسة متهمين من بينهم 03 إرهابيين سابقين شاركوا في عمليات تقتيل وتخريب للممتلكات العمومية قبل أن يستنفدوا العقوبات المسلطة ضدهم عن جرائم الإرهاب لينخرطوا ضمن عصابة خطيرة تحترف السطو على الشركات والمؤسسات الخاصة، من بينها سرقة مليار سنتيم من شركة (دي ام أ) المختصة في قطع غيار الشاحنات ببرج الكيفان بالتواطؤ مع حارسها الليلي، وجاءت هذه العملية بعد أيام من عملية السطو على مخزن صناعة الخشب بالدار البيضاء شهر أكتوبر 2013 أين تم الاستحواذ على مبلغ 280 مليون سنتيم. وقد أحيل المتهمين على العدالة لمواجهة جرم تكوين جمعية أشرار السرقات المتعددة بتوفير ظرف الليل، التعدد، استعمال العنف بواسطة أسلحة بيضاء، استحضار مركبة ذات محرك لتسهيل وتسيير تنقلاتهم مع الإخفاء المتورط فيه متهمان غير موقوفان أحدهما حارس ليلي بشركة (دي ام أ) المختصة في قطع غيار الشاحنات، والمتهم الثاني في العقد السادس من العمر اشترى هاتف نقال مسروق فتوبع بالإخفاء، وإن وقائعها تعود إلى سنة 2013 عندما تلقت مصالح الأمن بلاغا بخصوص تعرّض مستودع الخشب للسرقة، وإثر تنقل عناصر الضبطية القضائية إلى عين المكان تم العثور على كسر بالباب وكذا الخزانة الفولاذية، حيث صرح صاحب المستودع أنه تعرض لسرقة 280 مليون سنتيم وكذا هاتف نقال، ومن خلال رفع البصمات تمكنت ذات المصالح من التوصل إلى بصمة المشتبه فيه (د.عبد القادر)، وإثر مواجهته بالتهمة المنسوبة إليه اعترف بالوقائع وكذا بشركائه في القضية، وعلى إثر ذلك تكمنت ذات المصالح من التوصل إلى باقي أفراد العصابة، حيث صرح أن المتهم (ت.رضا) اقترح عليهم فكرة السرقة التي راودته رفقة المتهم "ج.عمار" عند تواجدهما بحديقة الوئام اين كانا يحتسيان الخمر واخبره أن صاحب مصنع الخشب صديقه وأنه يحتفظ بملبغ مالي داخل الخزانة الفولاذية وهو ما وافقوا عليه وكان هدفهم مستودع الخشب، حيث قامت العصابة باقتناء اللوازم الخاصة لذلك، كالمطرقة ومفك براغي وغيرها من الأغراض، ويوم الوقائع تسلق الجدار الخارجي المتهمان (د.س) و(س.م) وتمكنا من الدخول إلى المكاتب الإدارية وتكفل احدهم بكسر باب المكاتب، بإستعمال المسامير ثم تحطيم قفل الخزانة الفولاذية بواسطة مطرقة حديدية والاستحواذ على مبلغ 280 مليون سنتيم، وبعد نجاح العملية توجه الجناة إلى مكان مجهول لاقتسام المبلغ أين تقاضى المتهم الأول والثاني مبلغ 40 مليون سنتيم، أما المتهمان اللذين بقيا في السيارة للحراسة فقد حصلا على مبلغ 27 مليون سنتيم، ومبلغ 17 مليون للمتهم (ج. ع) بحكم أنه هو من عرض الفكرة، أما المتهم (ر. ع) فقد أخذ مبلغ 40 مليون سنتيم مقابل حراسته المكان. وقد تم توقيف المتهم (د.ع) وبحوزته 3 ملايين سنتيم، بحيث صرح أنه قبل أسبوع قبل الشروع في العملية التقى بشريكه (س.م) على مستوى منطقة باب الزوار وعرض عليه فكرة الإنضمام إلى عصابته الإجرامية قصد السطو على إحدى الورشات الخاصة في صناعة الخشب، وقد تكفل المتهم (ر. ع) بعملية الاستطلاع والترصد وأن هذا الثلاثي يعرفون بعضهم البعض بحكم أنهم أدينوا بالسجن 10 سنوات كاملة عن جناية إرهابية، وبعد خروجهم بقوا على اتصال دائم، وخططوا بإحكام لعمليات السطو. من جهته، المتهم (س.م) صرح أنه سبق له وأن ارتكب رفقة "د.ع، (ر.ع) سرقات مماثلة الأولى طالت مصنع لبيع قطع الغيار الخاصة بالشاحنات الكائنة ببرج الكيفان بتواطؤ أحد عمالها الذي يعمل كحارس ليلي أين استولوا على ما قيمته واحد مليار سنتيم، وتحصل مقابل العملية على مبلغ 200 مليون سنتيم والثانية طالت مستودع للمشروبات الغازية بالحميز والاستيلاء على مبلغ 8 ملايين سنتيم التي سبق لمصالح الأمن وأن عالجتها. واستغلالا لتلك المعلومات تمكنت مصالح أمن العاصمة وبتمديد الإختصاص إلى محكمة الأخضرية من توقيف المتهم (س.م) بمنزله الكائن بمنطقة قرومة بالبويرة، اين تم العثور على قرابة 400 مليون سنتيم كانت مخبأة داخل وسادة صوفية بغرفة والدته، إضافة إلى مبلغ 40 مليون سنتيم أخرى أفاد المتهم بشأنها أنها كانت من عائدات سرقة مصنع الخشب، أما مبلغ 400 مليون سنتيم أفاد بشأنه أنه ملك لوالدته وأنها ورثته من العائلة وكان سيشتري به قطعة أرض.