قطار يحوّل شيخا إلى أشلاء في بومرداس مجازر ومآسي متواصلة على طول سكة الضاحية الشرقية للعاصمة لم يعد ارتياد القطارات للتنقل بالوسيلة (الآمنة) نظرا لحجم الخطر الذي صار يتربص بالمسافرين، خاصة بالضاحية الشرقية للعاصمة، حيث بات ليس من الغريب أن نسمع نبأ قطار يحول شخصا إلى أشلاء، وما حدث أمس الأول يعد ثالث حالة خلال أقل من شهرين حينما دهس شيخا على مستوى محطة قورصو ببومرداس وكاد يستبب في كارثة بسبب ضغط المكابح المفاجئة التي ترعب المسافرين في كل حادث. ل. سامي عاش مساء أمس الأول المسافرون عبر قطار الكهربائي الذي يعمل على خط آغا-الثنية حالة من الرعب والفزع جراء الحادث الأليم والمأساوي الذي راح ضحيته شيخ بعد أن حوّله القطار إلى أشلاء متناثرة لثالث مرة في أقل من شهرين، لتبقى قطارات الموت تواصل حصد المزيد من الأرواح ويبقى المسافرون في كل مرة يتجرعون مرارة هذه المآسي التي تدمي لها القلوب ويتجرعون مرارة الخوف الذي ينتابهم كلما سمعوا صوت المكابح مع التوقف المفاجئ الذي في كثيرا من المرات يكاد يتسبب في كارثة حقيقية خوفا من خروج القطار عن السكة، في الوقت الذي أصبح فيه عاديا أن تسمع أن قطارا دهس شخصا أو حيوانا أو غير ذلك. * المزيد من الضحايا.. والسلطات تتفرج الحادث المأساوي الذي ألمّ بشيخ في الخمسينات من العمر -حسب شهود عيان- كان مروعا بعد أن حوّله قطار إلى أشلاء متناثرة على مستوى محطة قورصو ببومرداس، حيث وقع في حدود الساعة الخامسة وخمسة وأربعين دقيقة مساء أمس الأول بالمدخل الغربي لبومرداس تحت الجسر على مستوى خط السكة الحديدية الرابط بين بومرداسوالجزائر العاصمة، وبالضبط على مستوى مدينة قورصو، أين همّ الضحية بقطع السكة الحديدية وفي غفلة منه من قدوم القطار من الجزائر العاصمة باتجاه الثنية الذي دهسه وحوّله إلى أشلاء متناثرة في عين المكان، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية على الفور لنقله إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الثنية وفتحت مصالح الأمن تحقيقا في القضية. ويعتبر الحادث الثالث في أقل من شهرين بعد حادث الطفل (فراس) التلميذ الذي دهسه القطار هو الآخر وهو ذاهب إلى المتوسطة، إضافة إلى حادث الطالب الذي لقي حتفه هو الآخر الشهر الماضي ولازلنا نسمع عن مثل هذه الحوادث التي يبقى المسؤول الأكبر عنها هو غياب الأمن والردع، حسب تصريحات المواطنين. * مسؤولو المحطة: (الأمر خارج عن نطاقنا ولكن...) حتى وإن أخذنا تصريحات مدير محطة بومرداس ل (أخبار اليوم) سابقا بأنه في بعض الأحيان تخرج الأمور عن نطاقه لما يتعلق الأمر بأشخاص يتركون الممرات العلوية ويجازفون بأنفسهم ويقطعون السكة مشيا على الأقدام دون الانتباه إلى الخطر الذي يمكن أن يتربص بهم، إلا أن النقص في عدد أعوان الأمن وعدم الصرامة في تطبيق القوانين الردعية التي من شأنها أن تقلل من هكذا حوادث وتمنع الأشخاص المتهورين الذين لا يمتثلون لقوانين النظام بالمحطات سيجعل لا محالة الأمور تسير بهذا الشكل وستتواصل المجازر والمآسي باستمرار رمي الكرة في مرمى كلا الجانبين، سواء المسؤولين أو المسافرين.