يعتبر السوق العربي أحد أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم، وهو بمثابة كنز اقتصادي لثاني أكبر اقتصاد عالمي (الصين) بعد اقتصاد الولايات المتّحدة، سواء على المستوى التجاري أو الصناعي أو النفطي، وكذلك فتح مجالات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية والأقمار الصناعية وفتح مناطق تجارة حرّة مع دول مجلس التعاون الخليجي خاصّة لكونه أكبر منتج للنفط في العالم. بعد أن تربّع الصين على قائمة البلدن الأكثر استهلاكا للنفط في العالم باتت الحاجة مُلحّة أكثر إلى مزيد من التعاون مع العرب، الأمر الذي ظهر جليا خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة لمنتدى الأعمال العربي الصيني المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت. فقد قال سفير الكويت لدى الصين ورئيس اللّجنة الاقتصادية في مجلس السفراء العرب في الصين محمد صالح الذويخ إن العالم العربي يقع في قلب المشروع الصيني لإحياء طريق الحرير، مشيرا إلى أن التبادل التجاري الصيني العربي بلغ 240 مليار دولار خلال العام الماضي. وأضاف الذويبخ حسب ما نقلت وكالة (الأناضول) الصين كانت قد شكّلت لجنة عليا للإشراف على تنفيذ مشروع طريق حرير جديد في أبريل الماضي، وهو مشروع تأمل بكين أن يخلق نشاطا تجاريا تفوق قيمته 2.5 تريليون دولار خلال عشر سنوات. ويشمل المشروع تشييد شبكات من الطرق والسكك الحديدية وأنابيب النفط والغاز وخطوط الطاقة الكهربائية والأنترنت ومختلف البُنى التحتية البحرية في مناطق غرب وجنوب آسيا باتجاه اليونان وروسيا وعمان. من جهته، تشن تشو، نائب رئيس اللّجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، قال إن بلاده ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي، وفق وكالة (الأناضول)، ونبّه إلى وجود فرص لتطوير التعاون الصيني العربي في مجالات التكنولوجيا والطاقة والبُنى التحتية والأقمار الصناعية، بالإضافة إلى إبرام اتّفاقيات للتبادل التجاري الحرّ. من جانبهم، يأمل العرب في دخول الصين باستثمارات صناعية قوية، خاصّة وأن العلاقات الودّية بين الصين والدول العربية ترجع جذورها إلى قديم الزمان. ففهل تحقّق الصين آمال العرب وتستثمر استثمارت حقيقية داخل الدول العربية؟ أم ستظلّ المنطقة العربية بمثابة سوق استهلاكي وفقط؟