قال مسؤول بحكومة حيدر العبادي العراقية، إن كلفة الحرب على تنظيم داعش بالعراق تجاوزت 3.6 مليارات دولار سنوياً، موزعة ما بين نفقات القوات النظامية والتسليح وشراء الذخيرة وتجهيز ودفع مرتبات مليشيات الحشد الشعبي. وتأتي التصريحات مواكبة لتحذيرات من مسئولون ومحللين عراقيين من انهيار وشيك للاقتصاد العراقي، بسبب ارتفاع نفقات الحرب ضد "داعش"، والتي دخلت عامها الثاني، وطالبوا بوضع خطط عاجلة للحد من معدلات الإنفاق المتزايد في قطاعات غير مهمة في الموازنة، لمنع وصول الاقتصاد إلى مرحلة الإفلاس. وقال المسؤول الحكومي، الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية موقفه، إن "البيانات الأخيرةلوزارتي المالية والتخطيط وديوان الرقابة أظهرت استنزاف العراق أكثر من 300 مليون دولار شهريا بالحرب على داعش؛ وهو ما يفوق إمكانات العراق الحالية، بسبب انخفاض أسعار النفط والالتزامات الدولية على العراق بدفع ديون مترتبة عليه لدول مختلفة". وأضاف أن "مليشيات الحشد الشعبي تحتاج شهريا إلى 103 ملايين دولار، تذهب ما بين توزيع مرتبات على متطوعي الجهاد الكفائي الذي أمر به السيستاني، بمعدل 850 ألف دينار (نحو 700 دولار) لكل عنصر بتلك المليشيات تدفعه الدولة لهم، والبالغ عددهم الإجمالي 119 ألف مقاتل، إضافة إلى مبالغ الطعام والنقل والمصروفات الأخرى لتحركاتهم، عدا عملية تجهيزهم بالعتاد والسلاح؛ فهي غالباً تأتي مجاناً من إيران، فيما يذهب باقي المبلغ (300 مليون دولار) إلى الجيش النظامي والشرطة والمخابرات وجهاز مكافحة الإرهاب، وباقي تشكيلات الحكومة المسلحة. وأشار المسؤول إلى أن "عملية الإنفاق تستنزف الأموال التي يجنيها العراق من تصدير النفط، وفي حال بقاء الحال عليه لشهرين إضافيين قد توقف الدولة مشاريع الإسكان والبنى التحتية، وتوجه أموالها إلى الإنفاق العسكري، وإذا ما استمرت الصورة حتى نهاية العام الجاري قد لا يستطيع موظفو الدولة، من معلمين ومدرسين وأطباء وغيرهم، تسلم مرتباتهم". وقال الأستاذ في الاقتصاد بجامعة بغداد، عباس الوندي،إن "اقتصاد البلاد يعاني كثيراً من زيادة الإنفاق على الحرب، في ظل أزمة اقتصادية كبيرة نمر بها، بسبب انخفاض أسعار النفط خلال العام الحالي، وإذا لم يتدارك القائمون على السياسية المالية العراقية، خطورة زيادة الإنفاق في مجالات متعددة، فإن استمرار الحرب سيساهم في استنزاف القدرات المالية العراقية، مع تزايد العمليات العسكرية". وشهدت أسعار النفط تراجعاً كبيراً منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، فقد انخفض سعر البرميل من 115 دولاراً إلى أقل من 50 دولاراً؛ بانخفاض بلغ نحو 60%، قبل أن ترتفع إلى مابين 65 و70 دولاراً منذ بداية العام الجاري ويؤكد الوندي أن "معدل الإنفاق العسكري على التسليح ارتفع بشكل كبير؛ إذ يحاول العراق الحصول على أسلحة متطورة في حربه على داعش، وأن معارك الكر والفر، تساهم في زيادةمعدل الإنفاق، وان ما حصل من انهيار مفاجئ في الأنبار، وسيطرة تنظيم داعش على أسلحة ومعدات مختلفة تقدر بملايين الدولارات، يزيد تكلفة الحرب".