* رمضانيات المسلمين عبر العالم مسلمو النرويج يطالبون بفتاوى تحدد ساعات الصيام مع دخول شهر رمضان المبارك، تجددت في بلجيكا نقاشات الجاليات المسلمة حول عدد ساعات الصيام في اليوم في هذه الفترة من السنة، وسط تعدد الفتاوى الداعية إلى اتباع أوقات صيام مختلفة. ويجد بعض المسلمين أن طول فترة الصيام تتطلب اتباع التوقيت المحلي لمدينة الإقامة، في حين يرى آخرون أن عدد الساعات التي تصل إلى أكثر من 21 ساعة يجعل القدرة على الصيام صعبة وبالتالي يمكن تحديد الإمساك وفق توقيت مكةالمكرمة باعتبارها مهد رسالة الإسلام. وترى فئة أخرى ضرورة التغلب على طول فترة الصيام باتباع التوقيت المتبع في البلد الأصلي، في حين هناك رأي لا يحظى باتفاق كبير يدعو إلى عدم صيام رمضان والقضاء بعد نهاية الشهر. ونظرا للظروف المناخية في النرويج، فقد أكد بعض أفراد الجالية المسلمة أن التأقلم في المجتمع النرويجي ليس بالأمر الهين والسهل بالنسبة للجالية المسلمة في هذا البلد الاسكندنافي، إذ أن من بين أكبر التحديات التي تواجه المسلمين في النرويج هي التقلبات التي تطرأ على المناخ وكيفية التعامل معه خاصة في شهر رمضان الكريم. وتطالب الجالية المسلمة بإصدار فتاوى تتناسب مع ظروف العيش في النرويج وخاصة في فصل الصيف الذي يمتاز بطول ساعات النهار وقصر الليل والعكس في فصل الشتاء. ولا تخف الجالية المسلمة امتعاضها من كثرة الفتاوى، داعية العلماء المسلمين إلى التوحد حول فتوى توحد منهج الصيام لمسلمي النرويج، وبدأ هذا الموضوع يطرح بحدة في السنوات الأخيرة، لكنه لم يكن يذكر في الوقت الذي كان فيه المسلمون بهذا البلد يصومون لساعات قليلة. وحسب التقويم العالمي للبلدان فإن معظم البلدان التي ستعرف أطول فترات الصيام تنتمي إلى المنطقة الإسكندنافية من ضمنها فنلندا وإيسلندا والسويد والدنمارك. ويأتي تجدد هذا النقاش في ظل طول عدد ساعات الصيام في النرويج خلال فصل الصيف والتي تبلغ نحو 21 ساعة خلافا للفصول الأخرى التي تقل فيها فترة الصوم والتي قد تصل إلى عشر ساعات فقط. ويبدو الصوم في المناطق القطبية بالنرويج أكثر صعوبة حيث لا يمكن الحديث عن فترة محددة لبزوغ الشمس وبقائها، بل قد لا تغيب الشمس في فصل الصيف وفي أفضل الحالات تتأخر بعض الوقت. وينطبق هذا الأمر على مقاطعات شمال النرويج الثلاث وهي فينمارك وترومس ونورلان والتي تشكل نحو 35 في المائة من المساحة الإجمالية للبلاد، وتقطنها جاليات مسلمة قادمة على الخصوص من أفغانستان وسورية والعراق والصومال، ويتزامن فيها رمضان هذه السنة مع الليالي البيضاء التي لا تغيب فيها الشمس إلا لفترة قصيرة قد تصل لنحو ساعة فقط، أي أن النهار يستمر فيها لأكثر من 23 ساعة. **مسلمو أيسلندا.. أطول مدة صيام بالعالم بدأ المسلمون حول العالم صيام أول أيام شهر رمضان، الذي يتباين فيه بشكل كبير عدد ساعات الصيام بين دولة وأخرى. ووفقا لتقارير متخصصة، فإن المسلمين في مدينة ريكيافيك الآيسلندية يصومون أطول نهار في العالم لشهر رمضان العام الحالي، فهم يصومون بمعدل 22 ساعة و34 دقيقة، بينما يصوم مسلمو مدينة أوشوايا الأرجنتينية نهارا مدته ثماني ساعات و57 دقيقة فقط. ووفقا لمواقيت الصلاة، التي أعلنت عنها رئاسة الشؤون الدينية التركية، فإن أطول يوم يؤدي فيه المسلمون فريضة الصيام سيكون 21 جوان، وهو في الوقت نفسه أطول يوم في العام، وتبدأ مدة الصيام بالتناقص في نصف الكرة الشمالي، فيما تبدأ بالتزايد في نصف الكرة الجنوبي. وتبلغ ساعات الصيام في مدينتي كيرونا السويدية، وترومسو النرويجية نحو 22 ساعة، وتنخفض في مدن استوكهولم السويدية وأوسلو النرويجية وكوبنهاجن الدنماركية إلى 20 ساعة. وفي غرب أوروبا يصوم المسلمون في برلين 18 ساعة و22 دقيقة، وفي بروكسل 18 ساعة وتسع دقائق، وفي أمستردام 18 ساعة و24 دقيقة، وفي باريس 17 ساعة و49 دقيقة، وفي لندن تتجاوز ساعات الصيام 18 ساعة بقليل. أما في نصف الكرة الجنوبي: فيسود فصل الشتاء، وتشهد المناطق القريبة من القطب الجنوبي أقل ساعات للصيام في اليوم، وفي مقدمتها مدينة أوشوايا الأرجنتينية بثماني ساعات و57 دقيقة. ويبلغ متوسط ساعات الصيام في أستراليا، التي يشكل المسلمون 2% من سكانها، 12 ساعة، تنخفض إلى أقل من 11 ساعة في منطقة تسمانيا، جنوبي البلاد. ويصوم المسلمون في العاصمة الماليزية كوالالمبور 13 ساعة و45 دقيقة، وفي العاصمة الهندية نيودلهي 16 ساعة تقريبا، وتبلغ مدة الصيام في كل من باكستانوأفغانستان نحو 17 ساعة، وهي المدة نفسها بالنسبة للمسلمين في الصين، الذين يشكلون 10% من الأقليات الموجودة فيها. وأما عن حكم الصيام في بلاد التي يطول فيه النهار إلى قرابة 22 ساعة مثل البلاد (الإسكندنافية)، يمكن الأخذ بهذه الفتوى، والتي جاءت في مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد التاسع عشر وقال بعض أهل العلم: إنهم يعتبرون أقرب بلاد إليهم يكون لها ليل ونهار منتظم -وهذا القول أرجح- ، لأن أقرب البلاد إليهم هي أحق ما يتبعون، وهي أقرب إلى مناخهم من الناحية الجغرافية، وعلى هذا فينظرون إلى أقرب البلاد إليهم ليلاً ونهاراً فيتقيدون به، سواء في الصيام أو في الصلاة وغيرها. * في سانت بطرسبرغ: الشمس لا تغيب... فكيف يصوم المسلمون؟ بينما يصوم المسلمون حول العالم من الشروق إلى المغرب، يعيش مسلمو سانت بطرسبرغ مأزقاً، هو الأصعب بين كل الدول الغربية، ففي المدينة الشهيرة طيلة شهر جوان لا تغيب الشمس أو تغيب لساعات قليلة جداً تصل في حدها الأقصى لأربع ساعات، وبالتالي فإن الفطور والسحور يكونان قريبين جداً في توقيتهما. وفي وقتٍ يعتبر هذا الشهر، شهراً سياحياً بامتياز في المدينة، بسبب (الليالي البيضاء والشمس التي لا تغيب)، فتستقبل عشرات آلاف الزوار طيلة ثلاثين يوماً، فإن الوضع يبدو صعباً جداً بالنسبة للمسلمين هناك. مجدداً يبدو الحلّ اتباع توقيت مكة، وفق أغلبية العلماء المسلمين هناك.