يشهد كورنيش سطورة بمدينة سكيكدة منذ مطلع رمضان توافدا غفيرا للعائلات خلال الفترة الليلية وذلك هروبا من حرارة الجو داخل المنازل وكذا لقضاء السهرات الرمضانية في أجواء مريحة. فأكثر مكان يشهد الازدحام هو ميناء التسلية الذي يعج كل ليلة منذ بداية الشهر الفضيل بالمواطنين حيث لا يتسنى لبعضهم إيجاد مكان للجلوس إذ تسمع فور وصولك إليه أصوات الضحكات وصراخ الأطفال. وقد وجدت العائلات السكيكدية وأخرى من مناطق مجاورة في هذا المكان متنفسا جديدا رغم افتقاره إلى بعض المرافق الخدماتية على غرار الأكشاك. وحسب سامية زيتوني ( 45 سنة) فإن الذهاب إلى هذا المكان أصبح بالنسبة لأفراد عائلتها أمرا شبه محتوم كل ليلة فهي تلتقي بشقيقاتها للسمر معهن برفقة أطفالهن، وإذا كانت السيدة سامية وعديد العائلات تتوجه إلى ميناء التسلية أو ما يسمى محليا (المارينا) فإن عائلات أخرى تفضل المشي على طول الكورنيش الممتد من الشاطئ الأخضر إلى غاية شاطئ سطورة على مسافة حوالي 3 كلم وللاستماع بمنظر أمواج البحر والجلوس بين الحين والآخر على الحائط الذي يفصل الصخور عن الرصيف. وما زاد في بهاء وجمال هذا الكورنيش تلك المحلات المتواجدة على طوله والمتخصصة في بيع أنواع من المثلجات تجذب إليها المتجول رغما عنه وكذا المطاعم خصوصا تلك التي تقدم السمك المشوي على الجمر. وتفضل عائلات كثيرة الجلوس والسهر على رمال الشواطئ وهي ترتشف الشاي وتتناول الحلويات التقليدية والزلابية التي يعتبرها الجميع (سلطانة) السهرات الرمضانية فيما يفضل البعض الآخر وخصوصا الشباب السباحة. وما يلاحظ أن مدينة سكيكدة لا تنام خلال السهرات الرمضانية بسبب ضجيج السيارات وأرجعت بعض العائلات هذا التوافد الملفت إلى توفر الأمن وذلك من خلال التواجد المستمر والمكثف لعناصر الأمن الوطني، من جهة أخرى تطالب عديد العائلات بفتح أماكن أخرى تزخر بها مدينة سكيكدة من أجل تخفيف الضغط على كورنيش سطورة على غرار طريق الماعز (شرق سكيكدة) الذي لا يزال منذ سنوات يفتقر إلى مرافق خدماتية ونقص الإنارة والذي بإمكانه المساهمة في إنعاش الليالي الرمضانية وكذا السهرات خلال موسم الاصطياف على الخصوص.