تشهد منطقة سطورة الساحلية خلال الأيام الأخيرة من الشهر الجاري، ازدحاما كبيرا من قبل العائلات السكيكدية التي تتوافد بأعداد كبيرة على المنطقة، التي اكتست هذه السنة حلة جديدة بعد أشغال التهيئة التي خضعت لها، منها إنجاز مارينة على ضفاف البحر وتوسيع طريقها الرئيس؛ رغبة في الاستجمام والتمتع بما تمنحه من راحة في أجواء عائلية حميمية. وإذا كانت محطة المارينة لسطورة التي دُشنت مع افتتاح الموسم الصيفي الحالي، تعرف إنزالا قياسيا من قبل العائلات التي وجدت في هذا الفضاء الأول من نوعه بعاصمة روسيكادا، متنفسا لهم على الرغم من افتقار المكان إلى بعض المرافق الخدماتية كالأكشاك، فإن الكورنيش السكيكدي الممتد من النهج المطل على البحر مرورا بالشاطئ الأخضر، فشاطئ ماركيث، فالقصر الأخضر إلى غاية وسط سطورة الساحرة، تبقى تعج بالعائلات التي تفضّل كل فصل صيف قضاء سهراتها على الشاطئ وسط أجواء كلها مسرات. وما زاد في بهجة الكورنيش السكيكدي تلك المحلات التجارية المتخصصة في بيع المثلجات والمأكولات الخفيفة التي تنبعث منها روائح السمك المشوي على الجمر والشواء ومختلف المأكولات التقليدية، التي يشتهر طباخو سكيكدة ويتفننون في إعدادها للعائلات والزوار، حتى وإن كانت الأسعار على مستوى جل هذه الأخيرة في غير متناول الجميع، لذا فإن البعض يكتفي بتناول المرطبات، بينما تفضّل العائلات الأخرى اللجوء إلى رمال الشاطئ في جلسة عائلية، يتجاذبون فيها مختلف الأحاديث وسط أكواب الشاي والحلويات المنزلية والتحضير، خصيصا، للسهرة، ليستمر التسامر والجولات الليلية على امتداد طول شاطئ الكورنيش إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، فالمنطقة لا تنام وسط ضجيج أصوات محركات السيارات التي يزدحم بها الطريق وكذا مختلف الألحان والأنغام المنبعثة من المحلات.. العديد من العائلات التي تحدثنا معها أرجعت التوافد القياسي على الكورنيش السكيكدي، إلى توفر جملة من العوامل، في مقدمتها الأمن، من خلال التواجد المكثف لمصالح الأمن من جهة، ومن جهة أخرى، تفضيل العائلات وهو تقليد لديها قضاء السهرات الصيفية على شاطئ البحر؛ هروبا من حرارة المنازل... ونفس المشهد يعرفه طريق المعز، الذي يفتقر إلى مرافق خدماتية بإمكانها المساهمة في إنعاش صيفيات سكيكدة من جهة، ومن جهة أخرى التخفيف من الضغط الذي يشهده كورنيش سطورة، إضافة إلى ضعف الإنارة العمومية... وعكس ذلك تماما، فإن وسط المدينة انطلاقا من شارع الأقواس ديدوش مراد إلى غاية ممرات 20 أوت 55، يعيش ركودا، إذ تقلّ الحركة ما عدا على مستوى المقاهي، وهذا بسبب رفض التجار فتح محلاتهم ليلا بخلاف شهر رمضان، إذ يفضلون فتح متاجرهم ليلا بدل النهار، وهي مفارقة جعلت العديد من المواطنين يتمنون أن تبقى مدينة سكيكدة مدينة لا تنام ليلا في فصل الصيف، وأن لا تقتصر الحركة على مستوى الكورنيش.