بعد أن أصبح زواج شوّاذها قانونيا يثير تحامل وزارة الخارجية على الجزائر ودفاعها عن الحقوق المزعومة للشوّاذ جنسيا بالتزامن مع قرار القضاء الأمريكي الذي (يبيح) زواج الشوّاذ والشاذّات فيما بينهم شبهات عن المغزى الحقيقي من ذلك، ويرى متتبّعون أن أمريكا تريد صراحة أن تشيع الفاحشة في الجزائر وبين الجزائريين وإلاّ فما معنى دفاعها عن حقوق مزعومة للشاذّين الجزائريين وفي الوقت نفسه السّماح لأهل الشذوذ في أمريكا بمواصلة شذوذهم تحت غطاء الزّواج الذي يعدّ رباطا مقدّسا بين شخصين من جنسين مختلفين؟ بينما يعدّ الشذوذ فعلا قبيحا تأباه حتى الحيوانات، قرّرت المحكمة العليا في الولايات المتّحدة الأمريكية يوم الجمعة تشريع زواج الشوّاذ جنسيا في كلّ أنحاء البلاد. وبفارق ضئيل (5 أصوات مقابل 4) اعتبرت أعلى سلطة قضائية أمريكية أن الدستور يطلب من الولايات أن تعترف بزواج بين شخصين مثليي الجنس، وأن تبرم تلك العقود، ولا يُستبعد أن تصنّف الدول التي ترفض مثل هذا النّوع من الاقتران غير السوي ومنها الجزائر في خانة البلدان المنافية لحقوق الإنسان. الرئيس الأمريكي باراك أوباما رحّب بالقرار البائس، معتبرا أنه يشكّل (خطوة كبرى) نحو المساواة في الولايات المتّحدة، واصفا القرار بأنه (انتصار لأمريكا). وكتب القاضي أنتوني كينيدي متحدّثا باسم غالبية أعضاء المحكمة العليا أنه في سبيل المساواة بين الجميع أمام القانون (ينصّ التعديل رقم 14 على أن تبرم كلّ ولاية عقود الزّواج بين شخصين مثليي الجنس)، مضيفا (أن حقّ الزّواج جوهري). وعارض هذا القرار رئيس المحكمة العليا جون روبرتس وكذلك القضاة الثلاثة المحافظون الآخرون. وقد رفع القضية 14 من الأزواج المثليين الذين تحدّوا المنع المفروض بحكم الأمر الواقع لزواج المثليين في ولايات ميتشيغن وكنتاكي وأوهايو وتينيسي. وتشدّد الولايات الأربع في دساتيرها على أن الزّواج يمكن أن يتمّ فقط بين رجل وامرأة. منظّمة (حرّية الزّواج) الشاذّة، إحدى المجموعات التي كانت تناضل من أجل (حقوق زواج الشوّاذ) رحّبت ب (هذا الانتصار الذي يشكّل انتصارا للحرّية والمساواة والاندماج، وقبل كلّ شيء للحبّ). ويبدو أن أمريكا بعد أن أصبح زواج شوّاذها قانونيا لن يهنأ لها بال حتى تعمّم فجورها على بلدان العالم، ومنها الجزائر، ولا غرابة أن تكون التقارير الأمريكية المتعلّقة بحقوق الإنسان مدافعة عن ما يسمّى بحقوق الشوّاذ، فدولة أوباما تريد وتسعى لأن تشيع الفاحشة بين المسلمين عامّة والجزائريون ليسوا في منأى عن مخطّطاتها الخبيثة.