لقي ثمانية سياح أمريكيين مصرعهم يوم الأحد وأصيب 19 أمريكيا ومصريان بإصابات مختلفة عندما تصادمت حافلة كانت تقلهم مع شاحنة على طريق أسوان –أبو سمبل، في أسوأ حادث من نوعه في إطار سلسلة حودث الطرق التي يذهب ضحيتها سائحون أجانب على الطرق المختلفة، يخشى المسؤولون بوزارة السياحة من تداعياته على أعداد السائحين الأمريكيين الذين يزورون مصر خلال المرحلة المقبلة. وأسفر الحادث عن مقتل ثمانية سائحين هم 6 سيدات ورجلان، وإصابة 21 آخرين بكسور وجروح متفرقة, بالإضافة إلى إصابة سائق الأتوبيس والمرشد السياحى (مصريان) وقد تم نقل السائحين المصابين الى مستشفى مبارك العسكرى، بينما تم نقل السائق والمرشد إلى مستشفى التأمين الصحي بأسوان، فيما اعتبره البعض نوعًا من التمييز في تقديم الإسعافات لضحايا الحادث في ظل عدم تمتع المستشفى الأخير بالمستشفى العسكري. وكانت أتوبيس سياحي تابع لشركة مصر سيناء للسياحة اصطدم بسيارة نقل أسوان محملة بالرمال على بعد 22 كيلو مترا من محافظة أسوان، والأتوبيس كان واحدا من ثلاثة يضم 116 سائحا أمريكيا كانوا في طريقهم من أسوان لزيارة معبد أبو سمبل، وقد اصطدم أحدهم والذى كان يقل 37 سائحا بسيارة نقل محملة بالرمال معطلة على جانب الطريق مما أدى إلى وقوع الحادث. وهيمن الحادث على الجمعية العمومية للاتحاد المصري للغرف السياحية الأحد، إذ قال هشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة، إن هناك قلقا بالغا من التأثيرات المحتملة للحادث على السوق الامريكى، خاصة أن الشركة التي أصيب سائحوها من كبرى الشركات الأمريكية، مما سيترك أثرا سيئا لدى باقي الشركات الأمريكية، كما أن السوق الأمريكي حساس تجاه هذه الحوادث. وأضاف: كنا في السابق نخشى الحوادث الإرهابية وتأثيرها أما الآن فنخشى حوادث الطرق، مشيرا إلى زهير جرانه وزير السياحة "قلق للغاية" من تأثير تلك الحوادث على حركة السياحة في مصر. وأوضح أن لجنة من الخبراء ستعقد اجتماعا الأسبوع الحالي برئاسته، لإعادة صياغة القرارات بشأن الضوابط الصادرة لشركات النقل السياحي حول تسيير الحافلات، وذلك بهدف الحد من الحوادث، وتقييم الموقف الحالي، خاصة وأن أماكن وقوع الحوادث معلومة كطريق القاهرة- الغردقة - شرم الشيخ وأسوان –أبو سمبل وسفاجا – الأقصر، وطابا – شرم الشيخ، لعرضها على الوزير لاتخاذ القرار. واتهم السائقين بالتحايل على الضوابط التي حددتها الوزارة، حيث يقوم بعضهم بتعطيل الجهاز الخاص بتحديد السرعة، موضحا أن العقوبات التي توقعها الوزارة تشمل للشركات لأنه لا علاقها بالسائقين، وكشف عن تخصيص مبلغ 0 150 مليون جنيه لإنشاء معهد تدريب السائقين لتحسين قيادتهم والحد من الحوادث، في الوقت الذي طالب فيه بتطوير هذه الطرق لعدم تكرار الحوادث. من جهته، قال حسين بدران مستشار وزير السياحة للتدريب إن معدلات حوادث الطرق ارتفعت خلال الفترة الأخيرة بصورة مقلقه، وأشار إلى أن 80 بالمائة من تلك الحوادث يتحملها العنصر البشري، و10 بالمائة المركبات و10 بالمائة نتيجة عيوب طرق. لكنه التمس العذر للسائق الذي يعمل لمدة 16 ساعة يوميا، أي ضعف المعدل الطبيعي، وأضاف إن السبب الرئيسي وراء الحوادث هي السرعة العالية، حيث يضطر السائق إلى السرعة للحاق ببرامج السائحين بالمواعيد المحددة، كما أن نسبه الإدمان بين السائقين تصل إلى 30 بالمائة. بدوره أعلن أحمد عطية وكيل أول وزارة السياحة للفنادق أن الوزير جرانة طلب من وزيري الصحة الدكتور حاتم الجبلي والطيران أحمد شفيق توفير الرعاية الصحية للمصابين ونقلهم بالطائرات المجهزة إلى معهد ناصر. وقال إن الشركة المنظمة الرحلة هي "جراند سيركل" الوكيل لشركة أمريكية تحمل نفس الاسم. يشار إلى أن مصر تعد واحدة من أكثر دول العالم التي تشهد حوادث سير بمعدلات مرتفعة، وتقول إحصاءات رسمية إن نحو سبعة آلاف شخص يقتلون في حوادث الطرق سنويًا في مصر. ويرجع خبراء الطرق ذلك إلى رعونة السائقين وضيق الطرق.