يشهد نشاطا كثيفا يوميا هكذا تحول شارع دبيبالعلمة إلى قطب تجاري تعرف مدينة العلمة بولاية سطيف يوميا حركة مرورية كثيفة بفضل النشاط التجاري الموجود بها مما جعلها قبلة للمتسوقين وكبار التجار يقصدونها من داخل الوطن وخارجه تبرزها ألواح الترقيم لمختلف المركبات الوافدة لسوق دبي أو الشارع كما يحلو لسكان المدينة تسميته. ويعد شارع دبيبالعلمة أحد أبرز الأقطاب التجارية بالجزائر التي تستهوي المتسوقين وقد تفنن تجار المدينة في بناء هذا الصرح تقاليد فرضتها التجربة التجارية التي اكتسبها ناس العلمة عبر السنين والتي مكنتهم من خلق فضاء للتسوق ينضح بمختلف البضائع المستوردة والمحلية إلى أن تحول الموقع إلى نافذة تطل على مشارق الأرض ومغاربها أغنت الجزائريين من عناء التسوق خارج الوطن. هذا القطب لم ينشأ بالصدفة بل هو صورة تراكمية تجارية عاشرت أبناء العلمة منذ سنين خلت حيث اشتهروا منذ الصغر بتجارتهم فخلقوا لأنفسهم أسواقا بلغ صيتها الآفاق فمنذ القدم أشتهرت العلمة بسوق الماشية الذي لا يزال قبلة وطنية وكذا سوق الدواجن كما عرفت سابقا بسوق الملابس الذي تحول إلى مدينة تاجنانت بولاية ميلة وفي مدة زمنية قصيرة توّجت هذه الحركة التجارية بإنشاء إمارة تجارية سُميت بشارع دبي تتميز بحيوية كبيرة في النهار وحتى في الليل الذي يُعد الفترة المناسبة لدخول الحاويات التي تجد من يترصدها من جماعات الحمالة الذين لهم أيضا إمارتهم المنظمة في مجوعات شبانية سيّما وأن الظفر بعملية الشحن أو التفريغ يقابلها الاستفادة من مبلغ 9000 دج بالنسبة للحاوية الصغيرة و13000 بالنسبة للكبيرة. ويعود تاريخ نشأة شارع دبيبالعلمة إلى سنة 1991 عندما أنشأت شركة جيني سيدار سكنات فخمة بطابقين ومحلات سفلية بالقرب من محطة نقل المسافرين حولها التجار إلى منطقة تجارية مختصة في بيع السلع المستوردة والمحلية بمختلف أنواعها ومن يومها أخذت المحلات تتزايد وتتزاحم بتلقائية بلغ سعر كراء المحل الواحد بها اليوم ما بين 80 ألف دينار و200 ألف دينار للشهر حسب المساحة والموقع وعدد التجار أكثر من 5000 تاجر إلى أن تحول الشارع إلى قلعة لا تزال تصر على التوسع إلى اليوم وبهذه الطريقة نشأت سوق دبيبالعلمة وفي فترة وجيزة تحولت إلى قطب يستهوي حتى الذين لم يمارسوا التجارة من قبل فأصبحوا بفضل دبي تجارا من الدرجة الأولى وبالنسبة للتسمية فأصلها يعود لإمارة دّبي لأن معظم السلع المستوردة تأتي من الإمارات العربية المتحدة بل كثير من تجار العلمة أصبحت تربطهم علاقة حميمية بهذا البلد الشقيق واتخذوا منه أيضا منطقة عبور للسلع التي يستوردونها من دول آسيا. ويعج اليوم شارع دُبي بالعلمة بحركة نشيطة إلى درجة الازدحام خاصة أن أزقة الحي تعرف تداخلا غير منتظم لا تراعي فيه نوعية ولا طبيعة المنتوجات ووسط هذه الزحمة أضحت المنطقة بالمدينة المستقلة بمطاعمها ومقاهيها ومراحيضها العمومية يقضي فيها التجار والمتسوقون الذين يأتون من مناطق بعيدة عدة أيام من أجل اقتناء حوائجهم. وتعرف مدينة العلمة ميلاد منطقة تجارية جديدة بالجهة الشمالية على الطريق الوطني الذي يربط العلمة بمدينتي جميلة وبني عزيز فانتظار تجسيد حلم التجار بالمنطقة والمتمثل في إنشاء مدينة تجارية جديدة بمقاييس عالمية من شأنها إعطاء بُعد آخر للتجارة بولاية سطيف بصفة خاصة والمساهمة في تطوير الإقصاد الوطني من جهة أخرى.