ازدحام كبير عند إيداع طلبات الحصول عليها *** توجّه عدد غير قليل من المواطنين المعنيين بأداء فريضة الحجّ في أولى ساعات صباح الأربعاء الماضي بالجزائر العاصمة لإيداع طلبات التأشيرة إلى البقاع المقدّسة في إطار موسم الحجّ 2015 حيث انطلقت العملية عبر كافّة ولايات الوطن وقد سجّل ازدحام كبير نتيجة حرص زوّار بيت اللّه الحرام على إنهاء العملية في أقرب وقت ممكن وهو ما صنع صورا مؤسفة لا تليق بالحجّاج الذين يُفترض أن يكونوا أكثر رزانة ولا يتورّطون في صور الفوضى وهي الفوضى التي جعلت موسم الحجّ يلتهب قبل الأوان بسبب (حرب التأشيرة). في إطار هذه العملية هيّأت وزارة الداخلية والجماعات المحلّية قاعة بمكتبة قديمة للأرشيف في شارع (الدكتور سعدان) بالجزائر العاصمة لاستلام ملفات طلبات التأشيرة. وفي عين المكان اضطرّ المواطنون المعنيون إلى الانتظار لساعات طويلة خارج القاعة قبل شروع عون الشرطة في قراءة قائمة أسماء الحضور ودعوتهم لإيداع ملفاتهم. وقال أحد المواطنين: (الساعة تشير إلى الواحدة ونصف زوالا ولم نتعدّ رقم 287 في حين أحمل الرقم 385). وخارج القاعة بدا التعب واضحا على بعض المواطنين الذين قدِموا من ضواحي العاصمة مثل البليدة أو مدن أخرى كعنابة حيث افترشوا الأرض بعد أن أنهكت قواهم ساعات الانتظار الطويلة. وتأسّف أحد المعنيين لكون (كلّ الأشخاص الذين تحصّلوا على جواز سفر خاص بالحجّ 2015 خارج القرعة ملزمين بالتوجّه إلى نفس هذا المركز بالجزائر العاصمة) متسائلا لِمَ لا يمكنهم إيداع طلباتهم على مستوى ولاياتهم شأنهم شأن الباقين؟ وأكّد من جهة أخرى أن وزارة الداخلية والجماعات المحلّية اتّخذت إجراءات تسهيل لصالح المواطنين المعنيين بموسم الحجّ 2015 إذ أتاحت لهم إمكانية إيداع ملفاتهم الخاصّة بطلب التأشيرة مباشرة لدى الولايات المنتدبة أو الدوائر الذي يقيمون فيها. وأشار بعض الحجّاج إلى أنه للحصول على التأشيرة عليهم تقديم عدّة وثائق منها جواز السفر البيومتري ودفتر الحاجّ لموسم 2015 وصورتين شمسيتين بخلفية بيضاء. وقال أحد الحجّاج إن (دفتر الحاجّ لموسم 2015 يحمل وصل دفع تكلفة الحجّ لموسم 2015 لدى بنك الجزائر وتأشيرة الطبيب) معتبرا أن الأمر يتعلّق بإحدى التسهيلات المقرّرة من قِبل السلطات. ولكن بعد الحصول على التأشيرة ينبغي على طالبيها القيام بإجراءات أخرى بتوجّههم نحو قصر المعارض بغية سحب تذكرة الطائرة بقيمة 100.000دج. وقد أوضحت وزارة الداخلية يوم الاثنين أن (استلام الملفات سيكون من يوم السبت إلى يوم الخميس من الساعة الثامنة صباحا إلى السادسة مساء). وستنظّم أوّل رحلة إلى البقاع المقدّسة يوم 26 أوت الجاري وسيكون بإمكان الحجّاج اختيار فنادقهم وغرفهم قبل السفر (وهو إجراء جديد لهذه السنة) حسب ما أكّده السيّد فسوم سبتي مدير بوزارة الداخلية والجماعات المحلّية. وأضاف نفس المصدر أن ديوان الحجّ والعمرة ووزارة النقل وشركة الخطوط الجوّية الجزائرية نصّبت لجنة تجتمع كلّ أسبوع (لمتابعة عملية إيداع ملفات الحصول على التأشيرات وسحبها). هذه نصائح ديوان الحجّ للحجّاج نظّمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمعيّة الديوان الوطني للحجّ والعمرة يوم الخميس بولاية البليدة دورة تكوينية لفائدة حجّاج الولاية من أجل تعريفهم بمناسك وأدبيات الحجّ المبرور أشرف عليها المدير العام للحجّ والعمرة السيّد يوسف عزوزة. وفي هذا الإطار أوضح السيّد عزوزة في كلمته التحسيسية قائلا إن هذه الدورة -التي تأتي في مسعى حرص الوزارة الوصية والديوان المذكور على التعداد والتحضير الجيّد لموسم الحجّ- هي الأولى من نوعها لتعمّم مستقبلا على كافّة ولايات الوطن حتى يستفيد الحجّاج من مختلف التوصيات والنصائح والشروحات الخاصّة بأداء هذا الركن من الإسلام. وشرح ذات المسؤول للحضور مختلف الخدمات الجديدة المعتمدة خلال هذه السنة على غرار إمكانية تعرّف الحاجّ اعتبارا من الجزائر على الفنادق التي سيحلّ بها بمكّة إلى جانب إمكانية حجزه لغرفته من الجزائر وذلك -كما قال- (من خلال نقاط بيع تذاكر السفر) وهي الخدمات التي تهدف -حسبه- إلى (توفير كافّة شروط الراحة للحجّاج الجزائريين). كما كشف المتحدّث عن أنه شرع اليوم في الحصول على تأشيرات الحجّاج ال 38 ألف الذي سيقصدون مكّة هذا الموسم لافتا إلى أن هذه التأشيرات سيتمّ إقتناءها تدريجيا لتستكمل العملية قبل تاريخ 26 أوت الحالي تاريخ أوّل رحلة إلى البقاع المقدّسة من الجزائر العاصمة وأشار إلى أنه تمّ استكمال كافّة التحضيرات والترتيبات على مستوى البلدين أي السعودية والجزائر وكذا تكوين أعضاء البعثة الذي ارتفع عددهم هذا العام ليصل إلى 815 عضو يمثّلون مختلف القطاعات والذين سيسهرون على خدمة وراحة الحجّاج الجزائريين. وفي هذا السياق أوصى نفس المصدر الحجّاج بضرورة (التقيّد بتعليمات أعضاء البعثة وتشريف صورة الجزائر والالتزام بالأخلاق السامية كونهم سفراء الوطن). الجدير بالذكر أن المؤطّرين خلال هذا اللّقاء شدّدوا حرصهم على تلقين الحاجّ كيفية تأدية مناسكه من خلال تتبّع عدّة مراحل تدريبية وشروط وواجبات الحجّ بداية من لباس ثواب الإحرام وذلك بوضع مجسّم على شاكلة الكعبة المشرّفة والحجر المقام إلى جانب طرق حفظ الحاج على صحّته في البقاع المقدّسة. وقد استحسن حجّاج الولاية هذه المبادرة التي مكّنتهم من تتبّع كيفية أداء مناسك الحجّ.