للحيلولة دون استمرار انهيار أسعار النفط --- أسعار النفط تهوي إلى 44 دولارا للبرميل --- يبدو أن الجزائر قد وجدت أخيرا حليفا يمكنها الاعتماد عليه في مواجهة انهيار أسعار النفط ويتعلّق الأمر بإيران التي تقاسم بلادنا رؤيتها بخصوص سبل التصدّي لأزمة الانحدار السريع والمتواصل في أسعار البترول حيث قال وزيرالنفط الإيراني بيجن زنغنه إن عقد اجتماع طارئ لمنظّمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) قد يكون (فعّالا) في وقف هبوط أسعار الخام. زنغنه الذي كان يتحدّث للصحفيين في العاصمة الإيرانيةطهران أضاف أن إيران تؤيّد عقد اجتماع طارئ ل (أوبك) ولن تعارض ذلك في إشارة إلى بعض أعضاء المنظّمة الذين اقترحوا عقد الاجتماع الطارئ ومنهم بشكل خاص الجزائر التي باتت تراهن على إيران لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وتراجعت أسعار النفط الأمريكي إلى أقلّ من 40 دولارا أمريكيا للبرميل يوم الجمعة الماضي للمرّة الأولى منذ الأزمة المالية في 2009 تحت ضغط مؤشّرات على وفرة المعروض في الولايات المتّحدة وبيانات ضعيفة عن قطاع الصناعات التحويلية في الصين. ومن غير المقرّر أن تجتمع (أوبك) قبل الرابع من ديسمبر 2015. وفي حين تقول قواعد المنظّمة إن موافقة الأغلبية البسيطة من الاثني عشر عضوا تكفي لعقد اجتماع طارئ فإن بعض المندوبين يقولون إن من المستبعد عقد مثل هذا الاجتماع ما لم توافق السعودية على ذلك. وكانت السعودية أكبر بلد مصدّر للنفط في العالم ودول خليجية أخرى وراء التحوّل في استراتيجية (أوبك) العام 2014 للدفاع عن الحصّة في السوق بدلا من خفض الإنتاج لدعم الأسعار. والمنتجون الخليجيون الأكثر ثراء في وضع أفضل للتعايش مع هبوط أسعار النفط عن إيران وفنزويلا وأعضاء (أوبك) الأفارقة. ويرى مندوبون في (أوبك) أن تغيّر سياسة المنظّمة من الدفاع عن حصّتها في السوق يبدو احتمالا ضعيفا رغم أن الهبوط الأخير في أسعار النفط بدأ يؤثّر سلبا على معنويات الشركات حتى في السعودية. للإشارة واصلت أسعار النفط أمس الاثنين تراجعها لتهوي إلى نحو 44 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى لها منذ 6 أعوام ونصف بسبب استمرار القلق من ركود اقتصاد الصين ووفرة المعروض في الأسواق العالمية. وخسر خام برنت أمس نحو 82 سنتا ليتراجع إلى 44.40 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ شهر مارس 2009. وكان برنت خسر في آخر جلسة الأسبوع الماضي 1.16 دولار لينهي تعاملات الأسبوع عند 45.46 دولارا للبرميل. كما خسر النفط الأمريكي 93 سنتا وفق وكالة (بلومبيرغ) لينزل عن عتبة 40 دولارا حيث بِيعَ بنحو 39.47 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ شهر فيفري 2009. وتخشى أسواق النفط استمرار ركود الاقتصاد الصيني الثاني عالميا بعد الاقتصاد الأمريكي فترة طويلة وهو ما سيؤثّر سلبا على الطلب العالمي على النفط على الرغم من أن بكين تواصل حاليا شراء النفط بكمّيات كبيرة حيث تستغلّ تدنّي الأسعار لتخزين المزيد من الذهب الأسود. وتسود في الأسواق أيضا مخاوف من إقدام إيران على إغراق الأسواق بالنفط فور رفع العقوبات المفروضة عليها عند دخول الاتّفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الغربية حيّز التطبيق خصوصا في ظلّ إصرار منظّمة الدول المصدّرة للنفط على عدم عقد اجتماع طارئ لبحث إمكانية خفض الإنتاج.