شهادات (مأساوية للسوريين) في مراكز الإيواء الألمانية *** يواصل النازيون الجدد هجماتهم ضد اللاّجئين في ألمانيا الذين يأملون فقط في العيش في سلام وأمان إلاّ أن يومياتهم البائسة باتت عنوانا للألم فرحلة الشقاء التي بدأت في الوطن مرّت برحلة هجرة عسيرة ها هي هي تستكمل حلقاتها المحزنة في دول أوروبية لا يعترف الملايين من مواطنيها باللاجئين العرب. ق. د / وكالات عندما كانت صغيرة السنّ كانت رانية تحلم بالعيش في بيت مع زوج وأطفال عندما تكبر وأن لا تغادر عش أسرتها أبدا تحقّقت بعض آمالها حيث أنها تزوّجت وأنشأت أسرة ثمّ سكنت في بيتها في سوريا لكن بعد أن قتل أحد أبنائها بالرصاص قرّرت المرأة المُسنّة الآن مغادرة البيت والوطن رفقة ابنها الثاني. ما حدث لاحقا لا يختلف كثيرا عمّا تقدّمه التقارير التلفزيونية الرحلة في طريق العذاب بدأت في تركيا ثمّ عبورها إلى اليونان بقارب صغير ثمّ إلى صربيا وهنغاريا ودخول السجن إلى أن وصلت إلى ألمانيا حيث كان من المفترض أن تكون المحطة الأخيرة والتي تبدأ أوّلا بمركز إيواء اللاّجئين. إنه مسار الرحلة التي يقوم بها غالبية اللاّجئين السوريين في بحثهم عن طوق النجّاة. (أنا امرأة عجوز لا حول لي ولا قوّة) تقول رانية (في قطار بصربيا ضربني رجال الأمن وفي تركيا أخذ منّي البوليس كلّ ما أملكه حتى عطري). تجلس رانية أمام التلفاز بفستانها الأزرق الفاتح وتضع منديلا بنيا على رأسها لحجب رؤية شعرها كما تجلس مرّات أخرى على مقعد إلى جانب نساء ورجال في إحدى الغابات على أطراف العاصمة برلين. لا توجد سيّارات في عين المكان وهناك يمكن للأطفال اللّعب بحرّية. في محيط هذا المكان يعيش نحو 780 شخص من طالبي اللّجوء من جنسيات مختلفة حيث يقيمون في مبنى كان يستخدم في السابق كمأوى للعجزة قبل أن تقفل أبوابه لسنوات وقد أعيد فتحه لإيواء الوافدين الجدد من جميع أقطار المعمورة بعضهم يتحدّث العربية والبعض الآخر يتكلّم داري أو اللّغة الفارسية أو الصربية أو تغرينيا. اِلتقى هؤلاء في مبنى واحد في ألمانيا بعد أن غادروا أوطانهم وبلداتهم. * بين هدايا الترحيب ومشاعر الكراهية يعلم الجميع في مركز اللاّجئين بما جرى نهاية الأسبوع حين اعترض نازيون جدد حافلات تقلّ طالبي اللّجوء في منطقة هايدنهاو شرق ألمانيا حيث ألقوا بالحجارة والمواد الحارقة والقناني على الحافلة. ولأن العديد من اللاّجئين في تواصل مستمرّ بينهم عبر شبكات المواقع الاجتماعية فإنهم يتابعون الأخبار عبر (الفايس بوك) و(توتير) وغيرها لكن لا أحد يتحدّث سلبا عن ألمانيا والألمان الجميع يشكر على المساعدات المقدّمة للاّجئين من قِبل مؤسّسات ومتطوّعين. ويؤكّد المتحدّثون أنهم يتطلّعون إلى المستقبل. بالنّسبة لهؤلاء اللاّجئين فالوضع معقد فهم يقيمون في غرف ضيّقة وينامون على لحاف على الأرض ولا تفارقهم صور حياة الحرب لقد غادروا وطنهم الأصلي لأنه أصبح مدمّرا وغارقا في الدماء وفي بحثهم عن موطن جديد يتمّ استقبالهم بالهدايا تارة وبمشاعر الكراهية تارة أخرى إنهم يمضون وقتهم في انتظار تصاريح الإقامة والعمل ويأملون في أن تتمكّن عائلاتهم من اللّحاق بهم في المستقبل القريب.