*حماية الأطفال من حوادث المرور مهمة أخرى للشرطة الجوارية لا يدرك الكثير من الناس أن مهام الشرطة لا تنحصر فقط في محاربة الجرائم كالسرقات وجرائم القتل والاعتداء على الممتلكات والأشخاص وحماية الوطن وحدوده، بل أن لهذه المؤسسة مهام كثيرة أخرى، منها الوقاية والتحسيس في اطار تفعيل نشاطات الشرطة الوارية وجابهة مختلف الافات الاجتماعية بطرق متحضرة. ربورتاج:عتيقة مغوفل حاولت"أخبار اليوم" خلال الجزء الأول من الربورتاج وبعد أن قامت بزيارة كل من خلية الاتصال لأمن ولاية الجزائر وكذا خلية الإصغاء لأمن دائرة درارية، أن تقف على مهام هذه الخلايا وكيف تقوم باستقبال المدمنين على المخدرات وكيفية التعامل معهم، كما نقلت أيضا توبة البعض ورجوعهم الى جادة الصواب بعد أن تمت معالجتهم، إلا أن عملنا لم يتوقف هنا فحسب، بل ازداد فضولنا لمعرفة عمل خلايا أخرى من خلايا الاصغاء للامن الوطني، لذلك قمنا بزيارة مركز أمن الدائرة الإدارية للشراقة في اليوم الموالي. مهام كثيرة والهدف واحد كانت الساعة تشير إلى حدود الرابعة مساءا عندما أكملنا عملنا في اليوم الأول بمركز أمن الدائرة الإدارية للدرارية، لتنتهي معه مهمة اليوم الأول، إلا أننا ضربنا موعدا في اليوم الموالي مع ضابطة الشرطة "صوريا" مسؤلة بخلية الإصغاء لمركز امن دائرة الشراقة. في اليوم الثاني من مهمتنا تنقلنا إلى مركز الأمن والساعة تشير حينها إلى حدود العاشرة صباحا، هناك استقبلتنا الضابطة" صوريا وبعد أن تعرفنا على بعضنا بدأت الضابطة تشرح لنا مهامها في خلية الإصغاء فأخبرتنا أن من بين المهام المنوطة إلى الخلية هي القيام باستقبال المدمنين على المخدرات ومن ثمة عرضهم على الأخصائية النفسانية ومن هناك يتم توجيههم إلى مراكز العلاج ومن المهام المخولة لها أيضا ، القيام بحملة توعوية تحسيسية لمختلف الافات الاجتماعية سواءا كانت مخدرات أو تدخين وكذا الاستعمال السيئ للانترنت، في حين تنظم هذه الخلية أيضا حملات خاصة بأطفال المدارس الابتدائية على غرار السلامة المرورية، كما أنها تنظم لهم خرجات وزيارات لبعض مراكز الأمن حتى يتعرفوا أكثر على هذا الجهاز، كما تقوم أيضا هذه الخلية بالمشاركة في النشاطات السينمائية حيث أنها تقدم كافة التجهيزات التي يحتاجها المخرجون السينمائيون في أعمالهم الدرامية كأن يقدموا لهم بعض الاسلحة وألبسة مصالح الأمن كما يقف معهم بعض رجال الشرطة عندما يكون المخرج يحضر لأية لقطة في أحد الأحياء التي تقع تحت دائرة الاختصاص، من جهة أخرى تقوم هذه الخلية بتبادل برقيات ورسائل التهاني في المناسبات الوطنية والدينية مع مختلف الهيئات الوطنية والجمعيات المدنية، والجدير بالذكر أن كل هذه النشاطات تقام في إطار تنفيذ برنامج المديرية العامة للأمن الوطني السنوي والذي يهدف إلى تقريب الشرطة من المواطن. شوقتنا الضابطة"صوريا" من خلال حديثها إلينا عن المهام التي تقوم بها الخلية، ورغبنا في المشاركة في إحدى تلك الخرجات التي تنظمها الخلية، لذلك حددنا موعدا لليوم الموالي حتى نشارك في إحدى الحملات التي تنظمها خلية الإصغاء. درس في السلامة المرورية للتلاميذ عدنا في اليوم الثالث إلى خلية الإصغاء لأمن دائرة الشراقة وقد كانت الساعة حينها تشير إلى حدود العاشرة والربع تقريبا و كانت الضابطة في انتظارنا، بعدها غادرنا مركز الأمن في سيارة رباعية الدفع خاصة بالأمن الوطني، والطريف في الأمر أننا وجدنا بعض الصعوبة في البداية في ركوب تلك السيارة نظرا لارتفاعها، وكانت وجهتنا إحدى إبتدائيات بلدية الشراقة دخلناها والساعة حينها تشير إلى حدود الحادية عشرة صباحا، والملفت في الانتباه أننا لاحظنا بعض سيارات الشرطة أمام بعض إبتدائيات البلدية والتي تم تسخيرها مع بداية الدخول المدرسي من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، وذلك من أجل ضمان سلامة التلاميذ من العديد من المخاطر خصوصا حوادث السيارات عند خروجهم من المدرسة، وصلنا إلى المدرسة التي كنا نقصدها، وبعد أن دخلنا إلى ساحة المؤسسة وجدنا بعض رجال الشرطة الذين كانوا قد سبقونا إلى عين المكان من أجل تحضير الدرس الذي كانوا سيقدمونه للتلاميذ والذي كان يخص السلامة المرورية، والجدير بالذكر أنهم قبل أن يدخلوا إلى تلك المؤسسة كانوا قد قدموا درسا في حدود الثامنة والنصف صباحا في ابتدائية أخرى. استقبلنا المدير في مكتبه وقد رحب كثيرا بفكرة تقديم درس حول السلامة المرورية للتلاميذ حتى تكون لهم ثقافة مرورية في صغر سنهم، بعدها طلب رجال الأمن من الأساتذة إخراج التلاميذ من أقسامهم وجمعهم في ساحة المدرسة، وهو ماكان فقد بدأ التلاميذ يخرجون في الصفوف متجهين للساحة وقد كانت الحيرة والاستغراب بادية على ملامح العديد منهم عندما راوا رجال الشرطة في مدرستهم لكنهم تجاوبوا معهم ، بعد دقائق تم تجميع الكل في الفناء، وقف أحد رجال الأمن المكلف بإلقاء الدرس في وسط الفناء، وبعد أن ألقى التحية على التلاميذ وعرف بنفسه وزملائه،بدأ بطرح الأسئلة على الأطفال حول ما يعرفونه عن السلامة المرورية وكل ما يتعلق بإشارات المرور وما هي الواجبات والحقوق التي على الإنسان أن يراعيها وهو في الشارع، وقد حاول الشرطي أن يشرح للتلاميذ معنى الإشارات وأهمية ممر الراجلين وما هي الطريقة الصحيحة التي يجب أن يتبعوها من أجل عبور الطريق، وقد حاول أن يشرح للأطفال مدى الخسائر التي تخلفها حوادث المرور موضحا أن الجزائر تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث حوادث المرور وهي مرتبة تدعو الى دق ناقوس الخطر، وقد حاول الشرطي أن يضفي روح الدعابة والفكاهة على الأجواء وقد قال للذكور انه إذا ما لم ينتبهوا وأصابههم حادث مرور فسيصابون بعاهة مستديمة ولن يتمكنوا من أن يكونوا وزراء، وغيرها من الامثلة السهلة المراد منها التوعية والتنبيه ، ثم قام الشرطي بإخراج أحد التلاميذ إلى وسط الفناء، حتى يطلب منه أن يشرح له كيف يقوم ذاك التلميذ بقطع الطريق، ويفهم بقية زملائه الطريقة الصحيحة لذلك، وبينما كان الشرطي يلقي الدرس شد انتباهنا الاهتمام الكبير الذي ابداه الأطفال ومدى تجاوبهم مع الدرس ، كما وزعت بعض المطويات والكتيبات الصغيرة على جميع تلاميذ المدرسة كانت فيها صور وبعض الكتابات توضح للتلاميذ كيفية عبور الطريق بطريقة صحيحة، والجدير بالذكر أن الشرطي كان يلقي درسه بالعامية وبمفردات بسيطة ليفهمها الجميع خصوصا وأنه كان من بينهم التلاميذ الجدد في السنة الاولى.. محاربة الجرائم الالكترونية مسعى آخر حلت الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة، وهو وقت مغادرة المدرسة باتجاه البيت حتى يتناول الأطفال وجبة الغذاء، ثم يعودون في الفترة المسائية، لذلك قام الأساتذة بتنظيمهم في الصفوف حتى يخرجوا من المدرسة وقد كان الكثير منهم منشغلين بتلك المطويات والكتيبات، وقد لمحنا العديد منهم يروي ما قدم لهم أثناء الدرس لاوليائهم امام باب المدرسة . عدنا وركبنا نحن أيضا سيارة الشرطة رباعية الدفع وغادرنا المدرسة متجهين هذه المرة إلى مديرية التربية لغرب ولاية الجزائر، وذلك بحثا عن ترخيص من أجل الدخول في اليوم الموالي إلى إحدى الثانويات بالعاصمة من أجل ألقاء درس حول مخاطر الانترنت ومعنى الجريمة الالكترونية التي أصبحت تعرف تفشيا كبيرا وسط الشباب، وقد قصدنا رفقة الضابطة "صوريا" سكرتارية مديرية التربية من أجل الحصول على الترخيص، ليتم بعدها اقتيادنا إلى مقر المديرية القديم، وفور وصولنا إلى هناك طلب منت الضابط أن نعود في الفترة المسائية حتى نجد الترخيص ممضي، بعدها عدنا إلى مقر مركز الأمن وكانت بالتالي نهاية عملنا وريبورتاجنا حول دور خلايا الإصغاء في أمن ولاية الجزائر وما تقدمه من مساعدات للحد من الكثير من الظواهر التي أصبحت تنخر المجتمع الجزائري من الجذور.