أجنحة المعرض تكتظ بالزائرين إقبال جماهيري كبير على المعرض الدولي للكتاب بالجزائر * كتب تستقطب اهتمام الشباب وتحيي هواية المطالعة حلت الطبعة العشرين للمعرض الدولي للكتاب في الجزائر تحت شعار (عشرون عاما في الواجهة) وتزامنت في هذه السنة مع ذكرى عزيزة على نفوس الجزائريين وهي ذكرى الفاتح من نوفمبر ولا يوجد حقا أجمل من هذه الصدفة التي تعبر عن رغبة الشباب الجزائري في قيادة ثورة فكرية مثل تلك الثورة التي قادها شهداؤنا الأبرار في وجه العدو بالأمس وستكلل دون شك هي الأخرى بالنجاح والتفوق في المستقبل القريب. ي. آسيا فاطمة معرض الكتاب الدولي هو واحد من المواعيد السنوية المهمة التي توليها العائلات الجزائرية بالكثير من الاهتمام ففي كل سنة يزداد عدد المتوافدين على المعرض وكذا عدد العارضين ودور النشر التي باتت تعول كثيرا على هذا المعرض فالجزائر باتت واحدة من المحطات المهمة التي تمثل سوقا متعطشة لإبداعات فكرية متنوعة. النقاد: ضيف الشرف لم يتم اختياره بتمعّن
ككل سنة يختار من بين العارضين ضيف شرف لطبعة المعرض ولكن الكثير من النقاد لم يستحسنوا كون فرنسا ضيفة شرف للمعرض الدولي للكتاب هذه السنة خصوصا وأنه تزامن مع ذكرى الفاتح من نوفمبر هذه الذكرى العزيزة التي لا يمكن لأي جزائري أن يتناسى فيها فظاعة ما قام به المستعمر الغاشم بالشعب الجزائري الأعزل فهذه النقطة أثارت حفيظة بعض الإعلاميين والنقاد حقيقة لأنهم لم يستحسنوا كون فرنسا هي ضيفة الشرف عدا هذا فقد استحسن الأدباء والمفكرون والإعلاميون المعرض رغم نقائصه الكثيرة فقد بدا على حد تعبير البعض مشابها للمعارض الدولية والصالونات العالمية فبالنسبة للكثيرين فقد أضحى معرض الكتاب موعدا مهما ولا يمكن تفويته سواء من طرف العائلات الجزائرية أو حتى الناشرين والأدباء والمفكرين فالسوق الجزائرية في آخر فترة باتت جد متعطشة للإنتاج والإبداع الأدبي فهي بذلك أصبحت تمثل صفقة جيدة للناشرين. نقص الأقلام الجزائرية كان واضحا لقد عرف المعرض تزايدا ملحوظا في عدد الناشرين ففي كل سنة يعمد المعرض إلى زيادة عدد الناشرين أكثر وذالك لإثراء المعرض وتوفير معروضات أكبر للقراء فقد بلغ عدد الأدباء والمفكرين والروائيين الذين استضافهم المعرض حوالي 175 ضيف أما عن العارضين فقد بلغ عددهم حوالي 620 عارض أجنبي من 47 دولة واكتفت الجزائر بحوالي 290 ناشر جزائري فقط وهنا يمكن ملاحظة النقص الكبير للأدباء والكتاب الجزائريين فالجزائر لا تزال تعاني من شح المبدعين في المجال الأدبي وكمحاولة من طرف القائمين على شؤون الأدب في الجزائر لدعم الشباب المبدع تم تأسيس جائزة آسيا جبار للرواية تكريما وتخليدا لذكراها وذلك تحت رعاية المؤسسة الوطنية لفنون المطبعة والمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار رغبة منهم في إنعاش الأدب في الجزائر وما لمسناه أيضا من خلال تجولنا بين أروقة المعرض عدد العارضين من بعض الدول التي تعاني الاضطهاد كفلسطين مثلا والتي رغم كل الذي تعيشه إلا أن أقلام مبدعيها لا تجف فهي تستحق كل التقدير والاحترام. تدفق كبير على المعرض رغم النقائص لقد عرف المعرض الدولي للكتاب في طبعته العشرين توافدا منقطع النظير للجمهور خصوصا وأنه تزامن مع أيام العطلة التي أخذها الأطفال تزامنا مع عيد الثورة ما يلاحظ من الاكتظاظ إلى حد انسداد الطرق المؤدية للمعرض والمعرض نفسه عرف اكتظاظا كبيرا كما أن حظيرة السيارات الخاصة بالمعرض امتلأت عن آخرها مما اضطر بعض العائلات للعودة أدراجها. فقد كان الدخول للمعرض أقرب للمستحيل وسط ذلك الازدحام. لكن أغلب الزائرين صمموا على الدخول وزيارة بعض الأجنحة الجديرة بالاهتمام فكل حسب ميولاته ففيما مال الشباب إلى مختلف الكتب العلمية والدينية راحت النسوة إلى كتب تخصهن في حياتهن اليومية وفي تربية أطفالهن وحتى كتب الطبخ كانت حاضرة أيضا في المعرض دون أن ننسى الأطفال ميول الأطفال إلى عالمهن الذي لم يضيعه الكتاب كيف لا وهم عماد المجتمع في القريب العاجل. لكن النقطة التي تبقى حجر عثرة هي الأسعار التي يراها الزوار ملتهبة نوعا ما وتفوق معدلها في الأيام العادية الأمر الذي جعل إقبالهم شحيحا على الكتب وفق قدراتهم المادية خاصة وأن أسعار الكتب تراوحت ما بين 2000 إلى 4000دج وهذا يرجع طبعا لقيمة الكتاب وكاتبه وموضوعه فلا يمكن لكتب الطبخ الصغيرة أن تضاهي الكتب العالمية والروايات الشهيرة فمعرض هذه السنة عرف الكثير من الروايات المترجمة وكتب الشعر والأدب بالإضافة للكتب السياسية القيمة والتي استهوت كبار المثقفين ومن أكثر الكتب التي بيعت والتي عرفت طلبا كبيرا عليها كتاب (حبيبتي بكماء) لبدر سالم (طوق الياسمين) لواسيني لعرج كتب الإعلامي الشهير أحمد الشقيري وكتب ستيفن كينغ ورواية (أنت لي) و(الجائزة القاتلة).