أمريكا تدعو العرب إلى حرب كونية *** تتواصل الجهود العالمية من أجل وضع حدّ فاصل للتقدّم (الداعشي) عبر العالم بعد أن فشل التحالف الدولي في القضاء على (داعش) وعليه فإن الدعوات باتت تعالى من أجل إعلان حرب عالمية موحّدة مكوّنة من جيوش عربية وغربية للوقوف في وجه تنظيم الدولة. ق.د / وكالات دعا عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وليندسي غراهام إلى تشكيل قوّة من 100 ألف جندي أجنبي معظمهم من دول المنطقة السُنّية إضافة إلى جنود أمريكيين لقتال تنظيم الدولة في سوريا. وانتقد ماكين رئيس لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ وغراهام العضو في تلك اللّجنة بشدّة الاستراتيجية الأمريكية الحالية ووصفاها بأنها (غير كافية وغير ناجحة في التصدّي للمقاتلين). وتتلخّص هذه الاستراتيجية في شنّ غارات جوّية على التنظيم المتطرّف في العراقوسوريا لدعم القوّات البرّية المحلّية التي تتلقّى أسلحة أمريكية وتدريبا. وصرّح ماكين للصحفيين في بغداد ردّا على سؤال حول حجم القوّة اللاّزمة لقتال تنظيم الدولة: (أعتقد أن 100 ألف سيكون الإجمالي المطلوب) وأضاف أن حشد هذه القوّة (لن يكون صعبا على مصر سيكون صعبا على السعوديين كما سيكون صعبا على الدول الأصغر) لكن تركيا كذلك يمكن أن تساهم بقوّات. وتخوض السعودية حاليا حربا في اليمن كما تخوض قوّات الأمن المصرية مواجهات مع الجهاديين بينما لا تخفي تركيا قلقها حيال المتمرّدين الأكراد والذي يتجاوز مسلّحي تنظيم الدولة. وأوضح غراهام أن هذه القوّة قد تشتمل كذلك على نحو 10 آلاف جندي أمريكي (يوفّرون قدرات لا يملكها العرب) مضيفا: (متى كانت آخر مرّة قام بها جيش عربي بمناورة). ودعا ماكين وغراهام إلى زيادة عدد القوّات الأمريكية في العراق إلى نحو 10 آلاف جندي وأشار إلى أن هذا العدد سيشتمل على قوات خاصّة لشنّ (مزيد من المداهمات التي شاهدتموها قبل فترة قريبة). وكانت قوّات أمريكية خاصّة ترافقها قوّات كردية شنّت عملية في العراق الشهر الماضي قتل خلالها جندي أمريكي. وتابع غراهام: (الوضع الحالي يختلف عن الحربين الماضيتين) في إشارة إلى الحرب التي استمرّت 14 عاما في أفغانستان والنّزاع المستمرّ منذ نحو تسع سنوات في العراق وأضاف: (هذه المرّة ستتألّف القوّات من جيش إقليمي كبير مع قوّة غربية صغيرة في حين أنه خلال الحربين الماضيتين كانت القوّات الغربية كبيرة والقوّة الإقليمية صغيرة جدّا). ولكن حتى لو تمّ تشكيل هذه القوّة وتمكّنت من إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة فسيتعيّن عليها احتلال جزء من سوريا ما قد يؤدّي إلى احتمال آخر هو انتشار طويل الأمد لقوّات برّية أمريكية في الشرق الأوسط. وقال غراهام أيضا: (في اعتقادي أن القوّة التي ستبقى ستكون دولية وسيتمكّن العرب السُنّة من السيطرة على جزء من سوريا يلقون فيه ترحيبا) بعد خروج تنظيم الدولة منه واستطرد: (لكن المهمّ هو أن يشارك المجتمع الدولي بكامله في هذه القوّة). * 1200 جندي ألماني لمساعدة فرنسا أعلنت ألمانيا أنها تنوي نشر حوالي 1200 جندي ضمن طائرات وسفن لمساعدة فرنسا في قتال تنظيم الدولة في سوريا وهذا ما سيجعل هذه الخطوة أكبر مهمّة تقوم بها في الخارج. وقال رئيس هيئة أركان الجيش فولكر فيكر في تصريح لصحيفة بيلد الألمانية: (من وجهة نظر عسكرية إن عدد الجنود الضروري لتأمين عمل الطائرات والسفن يجب أن يناهز 1200) وأضاف أن المهمّة يمكن أن تبدأ (بسرعة كبيرة بعد صدور تفويض) في هذا الشأن. وقد أعلنت ألمانيا التي تحفّظت فترة طويلة على تدخّل عسكري في سوريا موافقتها المبدئية على مثل هذه المهمّة إثر اعتداءات باريس لكنها لم تقدّم تفاصيل حول عدد الجنود الذين سيشاركون في المهمّة وهي تريد إرسال فرقاطة لحماية حاملة الطائرات (شارل ديغول) في البحر المتوسّط وطائرات استطلاع وأخرى لتزويد الوقود في إطار عمليات قصف مواقع تنظيم الدولة. وأوضح رئيس هيئة الأركان أن بلاده سترسل ما بين أربع وستّ طائرات استطلاع (تورنيدو) حيث تتمكّن من القيام بعمليات تناوب متواصلة في الأجواء وستتمركّز في قاعدتين مختلفتين وقال: (نجري مناقشات في هذا الشأن مع تركيا والأردن بخصوص قاعدتي أنجرليك وعمان الجويتين). وتضمّ قاعدة أنجرليك وحدات من القوّات الجوّية الأمريكية في أوروبا لدعم عمليات الحلف الأطلسي. وبعد القرار المبدئي سيصادق مجلس الوزراء الألماني رسميا اليوم الثلاثاء على هذا التدخّل العسكري قبل تصويت النوّاب الذي يفترض ألا تعترضه أيّ مشكلة نظرا للأكثرية العريضة جدّا التي يمتلكها تحالف المستشارة أنغيلا ميركل في البوندستاغ. وعادة ما يتّسم موضوع مهمّات الجيش الألماني في الخارج بحساسية كبيرة في ألمانيا بسبب ماضيها العسكري فلم يتدخّل عسكريا في الخارج إلاّ في 1999 بعد موافقة المحكمة الدستورية الاتحادية للمرّة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية في إطار غارات جوّية في كوسوفو تحت راية الحلف الأطلسي وهو يتدخّل حاليا بصورة غير مباشرة في محاربة تنظيم الدولة من خلال بعثة تضمّ حوالي مائة رجل لتدريب المقاتلين الأكراد في شمال العراق وتزويدهم بالسلاح.