بسبب الاستهلاك المفرط وحدات تربية الدواجن تتسبب في أزمة الغاز بالمدية عرفت الأيام الأخيرة تسجيل ضغط على غاز البوتان عبر بلديات السواغي العمارية ووامري بولاية المدية بسبب الطلب الكبير على هذه المادة من قبل وحدات تربية الدواجن التقليدية حسبما علم من مديرية الطاقة. وأوضح المصدر أن هذا الضغط الذي اعتبره مسؤولو هذه المديرية غير عادي باعتباره يأتي في وقت يتميز بحرارة لطيفة جاء نتيجة ازدياد كبير للطلب على قارورات غاز البوتان بهذه المناطق الثلاث التي يتواجد بها عدد معتبر من وحدات تربية الدواجن العاملة بغاز البوتان. وحسب هؤلاء المسؤولين فإن الفوارق في درجة الحرارة المسجلة منذ أيام على مستوى بعض المناطق دفع بأصحاب هذه الوحدات لتربية الدواجن لتخزين قارورات الغاز لتفادي كل انقطاع محتمل من هذه المادة وبالتالي تعرض إنتاجهم للخطر مؤكدين أن تضاعف عدد وحدات تربية الدواجن بالولاية واللجوء الى غاز البوتان يشكلان مصدر التذبذبات المسجلة أحيانا عبر تراب الولاية. وأشار المصدر الى أنه تم إحصاء ما لا يقل عن 0000 11 وحدة لتربية الدواجن يوجد معظمها بالجهة الشمالية الشرقية والشرقية من الولاية التي تعمل بغاز البيتان وهو ما يسبّب استهلاكا كبيرا يتجاوز العرض الذي توفره مراكز تعبئة غاز البوتان للمنطقة. وذكر المصدر أن مركزي التعبئة لبني سليمان والزبيرية يستطيعان توفير في وقت عادي إنتاجا معدله 000 12 الى 0000 14 قارورة غاز في اليوم مع إمكانية رفع قدرات الإنتاج في حالة الطلب المتزايد إلى حوالي 0000 20 قارورة يوميا بالإضافة إلى الدعم الإضافي لمركز تخزين القارورات لذراع السمار الذي يتوفر على مخزون دائم من 000 2 إلى 000 4 قارورة. وأضاف نفس المصدر أن جزءا كبيرا من هذه المادة تستغل من طرف شعبة تربية الدواجن التي لم تعرف عصرنة حقيقية بالرغم من الإجراءات التحفيزية التي وضعتها السلطات العمومية حيث تبقى تشتغل بأسلوب تقليدي ومفرط في استهلاك الطاقة ولا سيما غاز البوتان في كل وحدات تربية الدواجن من الولاية. وللتخفيف من حدة هذه الوضعية التي يمكن أن تكون لها انعكاسات سلبية على نظام التموين المحلي خاصة في الفترة الشتوية دعا والي البليدة خلال زيارته التفقدية لورشات الطرق إنشاء مراكز مصغرة لتعبئة قارورات الغاز عبر البلديات الريفية التي يتواجد بها عدد كبير من وحدات تربية الدواجن مؤكدا أن الغرض من وراء ذلك هو التقليص من الضغط الذي يمكن أن يبرز من حين لآخر على مستوى هذه البلديات وضمان تموين منتظم للمنازل التي تفتقد إلى الغاز الطبيعي. وفي هذا الصدد دعا مسؤولي مديرية الصناعة والمناجم للقيام بالخطوات اللازمة لدى المؤسسة الوطنية لتوزيع المواد البترولية ومشتقاته ( نفطال ) وكذا لدى المتعاملين الاقتصاديين الخواص لحثّهم على الاستثمار في هذا القطاع وبالتالي ملئ الفراغ المسجل في هذا المجال.