فيما تعزّزت فرضية الانتشار السرّي للمارينز على الحدود الشرقية *** رفضت الجزائر ودول شمال إفريقيا جميعها منح تسهيلات عسكرية للولايات المتّحدة قصد إقامة قاعدة لطائرات دون طيّار لمراقبة تحركات تنظيم (داعش) الإرهابي في ليبيا في وقت تعزّزت فيه فرضية الانتشار السرّي للمارينز على حدودنا الشرقية بعد تداول صور لمروحية تابعة للقوّات الأمريكية في قاعدة الوطية الليبية. تكلّلت الجهود السياسية والدبلوماسية أخيرا بتنصيب حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بيْد أن القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانياوإيطاليا تسير عكس التيّار وتعدّ العدّة لتدخّل عسكري سافر تحت غطاء (مراقبة داعش) من جهة و(تدريب الجيش الليبي) من جهة أخرى. وفي السياق قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن واشنطن تجري مباحثات مع دول شمال إفريقيا من أجل إنشاء قاعدة لطائرات بلا طيّار لمراقبة (داعش) في ليبيا. ونقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) عن المسؤول الأمريكي أن هذه القاعدة قرب معاقل التنظيم في ليبيا (ستساعدنا على سدّ النقص في قدرتنا على فهم ما يجري) في تلك المنطقة مشيرا إلى عدم موافقة أيّ دولة في شمال إفريقيا على استخدام إحدى قواعدها لهذا الغرض. وزعمت الصحيفة الواسعة الانتشار أن طلعات الطائرات المقرّرة ستوفّر للجيش ووكالات الاستخبارات الأمريكية معلومات مباشرة عن أنشطة التنظيم في ليبيا. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون للصحيفة إن الطائرات التي ستنطلق من القاعدة المقترحة يمكن أيضا أن تستخدم في شنّ غارات جوّية على أهداف تنظيم (الدولة الإسلامية) في ليبيا وأن هذه القاعدة يمكن أن تكون نقطة انطلاق لعمليات خاصّة ضد من وصفتهم ب (المتشدّدين) ويرجّح أن تكون القاعدة تحت سيطرة الدولة المضيفة مع حصول الولايات المتّحدة على إذن بوضع طائرات بلا طيّار فيها إلى جانب عدد محدود من العسكريين. جدير بالذكر أن عناصر من الكوماندوس الأمريكي هبطت بطائرة مروحية في قاعدة الوطية الليبية خلال الأسبوع الماضي وغادرت مع طاقمها بعد تجوّلهم في القاعدة لنحو 45 دقيقة. وذكر مسؤول أمريكي -حسب موقع (أن بي سي)- أن كوماندوس أمريكي كان لبعض الوقت (داخل وخارج ليبيا) في مهمّة لتقديم المشورة للقوّات الليبية وليس للقيام بعمليات قتالية أو للتدريب. ورجّح المصدر أن الطلب من أفراد فريق القوّات الخاصّة الأمريكية مغادرة البلاد جاء بسبب عدم وجود اتّصالات كافية بين قاعدة (الوطية) حيث حطّت طائرة الكوماندوس الأمريكي والقوّات المسلّحة الليبية التي تتعامل مع المستشارين الأمريكيين. إلى ذلك قالت صحيفة (التايمز) البريطانية إن بريطانيا تستعدّ لإرسال نحو 1000 جندي من القوّات الخاصّة إلى ليبيا وأوضحت أن القوّات البريطانية ستساهم في بعثة عسكرية تقودها إيطاليا قوامها 6 آلاف جندي تحت غطاء تدريب ودعم قوّات الأمن الليبية مشيرة إلى أنها لن تقوم بدور قتالي لكن أعضاء القوّات الخاصّة سيعملون على استهداف قيادات تنظيم (داعش) الإرهابي. وقال مصدر في الحكومة البريطانية للصحيفة إنه (إذا تمّ توقيع الاتّفاق وقال الليبيون نريد دعمكم فإنه وفي خلال أسبوعين فإن فريقا من أفراد الجيش البريطاني والإيطالي يمكنهم أن يقوموا بعملية تقييم أولي). من جهتها ما تزال باريس مُصرّة على الحلّ العسكري الذي أثبت فشله في مالي سابقا حيث ألقى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قبل أيّام قنبلة التدخّل العسكري في الجارة الشرقية بتأكيده عزم بلاده ضرب تنظيم (داعش) في ليبيا فيما اعتبره مراقبون عرقلة واضحة للجهود الأممية والمساعي الجزائرية لإحلال السلم في ليبيا من خلال (الحلّ السياسي).