أظهرت إحصائيات حول نشاط أقسام قضاء الأسرة في المغرب خلال سنة 2011 أنجزتها وزارة العدل والحريات أن مجموع حالات الطلاق والتطليق بلغ 56 ألف و198 برسم سنة 2011 منها 22 ألف و937 خاصة بالطلاق و33 ألف و261 خاصة بالتطليق. وللمقارنة فقد بلغ مجموع حالات الطلاق والتطليق لسنة 2010 _ 56 ألف و16 حالة _ مقابل 55 ألف و255 سنة 2009. من خلال هذه المعطيات يتضح جليا أن نسبة الطلاق في ارتفاع مطرد هذا الرقم لاينحصر في المغرب بل جل الدول العربية تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة ففي السعودية مثلا كشفت وزارة العدل أن حالات الطلاق خلال سنة 2014 بلغت 33 954 هذان فقط مثلان لا للحصر وإنما لتسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة التي نخرت جسد المجتمعات العربية فهي بدأت تحدو حدو الدول الغربية في نسبة الطلاق حيث تصل هذه النسبة إلى 53 بالمائة في الولاياتالمتحدةالأمريكية و55 بالمائة في فرنسا و71 بالمائة في بلجيكا أعلى نسبة طلاق في العالم. لن أتحدث عن الأسباب المعقولة التي يقبلها العقل من أجل الطلاق والتطليق ولكن سأسلط الضوء عن أسباب تافهة أدت إلى ارتفاع هذه النسبة في الأمة. نعم هناك من جعل كلمة طلاق سكينا يهدد به زوجته صباح مساء بل تعداه إلى أتفه الأسباب كأن تطبخ الزوجة الطعام بدون ملح أو تكسر كأسا أو صحنا في المطبخ ...بالله عليكم هل هذه الأسباب يُطلق من أجلها الزوج زوجته وأم أولاده ويشرد الأبناء!!!! فلا تستعجل في الطلاق قبل استنفاد الوسائل الممكنة من النصح والوعظ والتذكير وكذا التغاضي عما يمكن التغاضي عنه من الهفوات والزلات واسمع قول الحكيم: إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى **** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها **** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه وتزداد الحسرة حين تطلب الزوجة الطلاق لأن الزوج لم يشتر لها فستانا أغلى من فستان الجارة ...فقط هذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم .الزواج سماه الله ميثاق غليظ ولكن نحن جعلناه لعبة وتسلية حتى أصبحت كلمة أنتِ طالق تتصدع بها جدران بيوت المسلمين إلأ من رحم ربي. لماذا يا أمة الإسلام ؟لماذا الطلاق والتطليق على أتفه الأسباب!!! لماذا لاننظر إلى الجوانب المضيئة في الحياة الزوجية فهذا يساعد على تخطي الخلاف كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. وقوله: استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء. متفق عليه. ..لا تجعل الطلاق على طرف اللسان.