* ولد قابلية: "أعمال التخريب لن تبقى بلا عقاب" دفع شخصان حياتهما ثمنا للانزلاقات الخطيرة التي شهدها الشارع الجزائري منذ بضعة أيام، وأصيب ما لا يقل عن 300 شخص آخر بجروح متفاوتة الخطورة عبر أنحاء مختلفة من الوطن، وبعد سقوط أول قتيل في عين الحجل بالمسيلة، جاء الدور على ضحية ثانية، هذه المرة ببواسماعيل في تيبازة، ليصبح واجبا على كل العقلاء في البلاد أن يصرخوا بصوت واحد قائلين·· بركات! توفي شخصان وأصيب أكثر من 300 آخرين بجروح منذ يوم الخميس جراء مختلف مظاهر العنف التي شهدتها العديد من مدن البلاد حسب ما أعلنه أمس السبت وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية· وذكر السيد ولد قابلية في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة أن الضحية الأولى سقطت بعين الحجل بولاية المسيلة رميا بالرصاص في الوقت الذي كان يحاول فيه اقتحام مقر محافظة الأمن بالمنطقة· وأضاف الوزير أن الضحية الثانية وهو شاب توفي بالمستشفى متأثرا بجراحه فقد سجلت ببلدية بواسماعيل بولاية تيبازة موضحا أن ظروف هذه الوفاة تبقى محل تحقيق· وأوضح الوزير أن أعمال العنف خلفت أيضا 320 جريح من بين أعوان الأمن والدرك الوطنيين ونحو مائة من بين شاب· واعتبر الوزير أن أعمال العنف التي لوحظت عبر مدن ومناطق البلد تعد أعمالا إجرامية، مؤكدا أنها تصرفات إجرامية قام من خلالها الشباب بالتهجم على البنايات العمومية وسرقة المحلات التجارية· ويرى ولد قابلية أن هذه الأعمال تنم عن نزعة انتقامية إذ أنه ليس لمرتكبيها (الشباب) أية علاقة بالمشاكل الاقتصادية· وأوضح أنه تم توقيف عدد من هؤلاء حيث سيتم إحالتهم على المحاكم بهذا الشأن مؤكدا أن هذه الأعمال لن تبقى بلا عقاب· رجال أمن ينجون من الموت حرقا! تمكن عدد من الشباب المحتج ببلدية الحمامات غرب العاصمة ليلة الجمعة إلى السبت من محاصرة مقر الأمن الحضري القديم الذي حولته مديرية الأمن إلى مقر لمبيت بعض عناصرها واحتجاز عدد من الرجال الشرطة بعدما اشتدت المواجهات بين الطرفين، حيث قام المحتجون برشق مركز الأمن بالحجارة وتحطيم زجاج النوافد قبل أن يقوم البعض منهم برشق إحدى الغرف التي أوى إليها أربعة من أعوان الأمن بزجاجة حارقة أدت إلى إصابتهم بحروق متفاوتة الخطورة· وكانت عناصر الأمن المتواجدة بالمكان قد حاولت إبعاد المحتجين عن طريق الغازات المسيلة للدموع واستخدام الهراوات غير أنها لم تتمكن من تفريقهم خاصة أمام العدد الكبير من المتظاهرين، وفي ظل الأوامر التي وصلتهم بخصوص عدم استعمال العنف ضد المحتجين الأمر الذي دفع بهم إلى اللجوء إلى مقر الأمن القديم غير أن المحتجين قاموا بمحاصرتهم وإضرام النار في إحدى الغرف بعدما تم رشقها بزجاجة حارقة ما أدى إلى حرق أربعة عناصر الشرطة الذين فضلوا الموت حرقا على الوقوع بين أيدي المحتجين لولا تدخل بعض المواطنين الذين استنكروا هذه التصرفات اللامسؤولة من طرف المنحرفين الذي حولوا احتجاجات ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى حرب عصابات لنهب الممتلكات الخاصة والعامة حيث سارعوا إلى اقتحام مقر الأمن وإخراج عناصر الشرطة المتضررين من ألسنة النار وإنقاذهم من موت وشيك بعدما تم طمأنتهم ليتم نقلهم مباشرة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية· لم تمنع الحادثة من مواصلة المشاغبين أعمالهم التخريبية التي كانوا قد باشروها الليلة السابقة والتي قاموا خلالها باقتحام مقهى أنترنيت تم سرقة أجهزة الإعلام التي كانت به، إلى جانب حرق حاويات القمامة، والتي كانت مادة مساعدة في إضرام النيران في الطريق الوطني رقم 11 من بلدية عين البنيان غرب العاصمة إلى غاية باب الوادي، كما قام المحتجون على مستوى عدد من البلديات الغربية للعاصمة بعدد من أعمال الشغب التي عجزت مصالح مكافحة الشغب على منع حدوثها، حيث جاء التخريب على مواقف الحافلات، علب البريد، حاويات الزبالة، وأيضا الأعمدة الكهربائية الموجودة على جانبي الطريق الوطني رقم 11، التي استعملها المحتجون في غلق الطريق أمام مستخدميه، إلى جانب الحجارة حيث قام عدد من الشباب بتحطيم أحد أسوار مكتب البريد بحي المنار الذي كان جزء منه منهار من قبل· إصابة شرطي وتوقيف شابين بباش جراح توسعت دائرة الاحتجاجات ببلدية باش الجراح لليلة الثالثة على التوالي بعدما فشلت خطب الأئمة في صلاة الجمعة في تهدئة الأوضاع حيث أقدم عدد من الشباب المحتج على قطع الطريق الرئيسي الرابط بين باش جراح وحي الجبل ببوروبة باستخدام المتاريس وإضرام النار في العجلات المطاطية ورشق عناصر قوات مكافحة الشغب التي تجندت لمواجهة الشباب الثائر قبل آذان المغرب بالحجارة وتحطيم زجاج بعض السيارات التي كانت مارة أثناء انطلاق المواجهات التي استخدمت فيها الزجاجات الحارقة والتي واجهتها قوات الأمن بالغازات المسيلة للدموع والعصي لتفريق جموع المتظاهرين· وقد نجحت قوات الأمن في إحباط محاولة اقتحام المركز الصحي وتخريبه وسرقة المعدات الطبية، بحيث قامت بغلق جميع منافذ المركز واستطاعت إلقاء القبض على شابين شاركا في العملية كما قامت بتطويق مقر بلدية بوروبة تحسبا لأي طارئ في الوقت الذي حاول بعض الشباب اقتحام المركز التجاري الشاوي لسرقة الملابس الجاهزة غير أن فطنة أصحاب المحلات الذين قاموا بنقل جميع بضائعهم إلى مكان آمن بأوامر من رجال الأمن خيّب آمال اللصوص· وقد استمرت المواجهات بين الطرفين إلى حدود الساعة الثانية صباحا لتسفر عن إصابة عنصر من قوات مكافحة الشغب بجروح خطيرة بعد أن أصيب بزجاجة حارقة، فيما تسببت الغازات المسيلة للدموع التي استخدمتها قوات الأمن في العديد من الأزمات للمصابين بالربو والحساسية بعد أن وصلت إلى البيوت القريبة لأن قذفها كان بالقرب من العمارات مباشرة· والجدير بالذكر أن أعمال الشغب التي تنفجر كل أمسية وتستمر إلى ما بعد منتصف الليل، تجوب بعدها سيارات الإطفاء الطرقات لإخماد ما تبقى، فيما تقوم في ساعة مبكرة من الصباح مصالح البلدية والنتكوم إلى إعادة الطرقات إلى ما كانت عليه، حيث يبدأ ومنذ اندلاع الاحتجاجات عمال البلديات والنظافة في رفع الحجارة في ساعة مبكرة مع وجمع الرماد والزجاج المحطم وتنظيف الطريق وفتحها أمام مستخدميها·