* هناك بعض الناس يهملون في عملهم.. ومنهم من لا يتقن عمله في بعض الحرف والبعض الاخر لا يحافظ علي مواعيد العمل فما حكم الإسلام في هؤلاء؟ * * يجيب الشيخ فوزي احمد عباس: يقول الله تعالي: "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور" سورة الملك "14" والأرض الذي نعيش علي ظهرها سخرها الله للانسان لاستخراج كنوزها من البترول والحديد والفوسفات والمنغنيز والذهب والفضة ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد رعي الغنم في الصحراء يقول صلي الله عليه وسلم: "ما من نبي إلا ورعي الغنم وكنت أرعاها علي قراريط لأهل مكة" فرعي الغنم يعلم الرعاة الصبر والحلم والتوكل علي الله لقد رأي الرسول صلي الله عليه وسلم "أخوك أفضل منك" لأن العمل عبادة وليست العبادة قاصرة علي المسجد بل ان كل عمل نافع يعود علي البشرية بالخير يعد عبادة ويقول عمر بن الخطاب "لا يقعد احدكم عن طلب الرزق وهو يعلم ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة والرسول صلي الله عليه وسلم قد سلم على رجل قد اخشوشنت يده فقال له ما سبب خشونتها فقال الرجل من كثرة العمل فقال صلي الله عليه وسلم "هذه اليد يحبها الله ورسوله" إن اليد العاملة يد عالية وطاهرة ويحبها الله ورسوله كذلك يحبه الناس الذين يقدرون العمل والعمال مهما كانت مهنتهم صغيرة وان جميع الرسل والأنبياء كانوا يعملون ويجب على كل عاقل ان يتقن صنعته وعمله وان يحافظ على مواعيد العمل لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" والمستفاد مما تقدم ان اتقان الإنسان لعمله طاعة وزلفى إلى الله سبحانه وتعالى والتفريط فيه معصية إذ بدونه تتبدد الجهود والأموال وتتخلف الشعوب وهذه حقيقة مشهودة في عصرنا ففي الغرب اتقنوا اعمالهم والتزموا في معاملاتهم بالصدق والأمانة حتى عزوا وسادوا وفي بلاد الإسلام اهملوا اعمالهم وخانوا أماناتهم فهانوا وذلوا. والمحافظة على مواعيد العمل أمر واجب على العمال يجب مراعاته لأن الوقت هو الحياة فمن ضيع وقته في اللهو واللعب فقد ضيع حياته وليس هناك ما هو اغلي من الحياة. جاء الإسلام بمبادئ الاصلاح والقوة حيث يدفع اتباعه إلى أن يعيشوا أقوياء في الأرض ولا يزلوا انفسهم ولا يحنوا جباههم إلا لله ويجب على المسلم أن يأخذ بأسباب القوة التي بينها الإسلام ودعا إليها ولقد أمرنا الإسلام بالعمل والسعي في مناكب الأرض. ولقد بين الاسلام أن العمل يكفر الذنوب ولقد كانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تطبيقا عمليا لهذه الارشادات ولقد عمل راعيا للغنم وتاجر في مال خديجة بنت خويلد قبل أن يتزوجها وكان يقوم بالأعمال التي تكفل العيش لأسرته ولقد سُئلت عائشة رضي الله عنها كيف كان النبي صلي الله عليه وسلم فقالت كان يكون في مهنة أهله