تسابق محموم على سفك الدماء هذه خارطة اللاّعبين الرئيسيين في ليبيا بعد أن ضربت الطائرات الحربية الأمريكية هدفا لتنظيم (داعش) الإرهابي غرب ليبيا يتركّز الاهتمام مرّة أخرى على البلد الذي عانى الكثير من الفوضى منذ الإطاحة بالزعيم معمّر القذافي وقتله سنة 2011. منذ سقوط النظام ظهرت حكومتان متنافستان في ليبيا تدعّمهما مجموعة من الميليشيات والمتمرّدين السابقين. وقد حاولت الأمم المتّحدة التوسّط في اتّفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية يمكنها إحلال السلام في البلاد الغنية بالنفط وكبح جماح المتشدّدين كمجاعة الدولة الإسلامية (داعش) واستعادة النظام والسيطرة على ما أصبح ممرّا رئيسيا للمهاجرين باتجاه أوروبا. * الحكومات خضعت العاصمة طرابلس ومعظم المدن الساحلية غرب ليبيا لسيطرة المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته في عام 2014 وقد طرد المؤتمر الحكومة الليبية خارج طرابلس مدعوما من طرف الميليشيات الإسلامية التابعة لما يعرف باسم (فجر ليبيا) واستولوا على المطار الدولي وخاضت الميليشيات المتنافسة معارك شرّدت الآلاف وأجبرت السفارات الأجنبية على الإغلاق. ويرأس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين. وتُدير حكومة الإنقاذ الجزء الغربي من البلاد برئاسة خليفة الغويل. في العام 2014 تمّ انتخاب برلمان يتألّف في معظمه من غير الإسلاميين ومقرّه في مدينة طبرق شرق البلاد وبدعم من قبائل المنطقة وتتركّز حكومته المعترف بها دوليا في مدينة البيضاء شرقا. وصادق البرلمان على اتّفاق السلام المنبثقة عن الأمم المتّحدة لكنه رفض حكومة الوفاق الوطني. يرأس خليف حفتر الضابط السابق في الجيش الليبي قبل انشقاقه في العام 1990 القيادة العام للقوّات المسلّحة التي تدعّم مجلس النوّاب. ويعتبر حفتر السلطة القائمة في طرابلس داعمة للإرهاب وكان قد أعلن ضدهم عملية الكرامة في العام 2014 فيما يعتبره المسيطرون على العاصمة من (بقايا عهد القذافي). *** الجماعات المسلّحة * فجر ليبيا: هو تحالف ميليشيات من طرابلس ومدينة مصراته وقد كان حتى وقت قريب من أقوى الميليشيات في ليبيا وهو بمثابة القوّة المسلّحة للمؤتمر الوطني العام لكن جهود السلام من طرف الأمم المتّحدة والمخاوف من قوّة جماعة (داعش) تسبّبت في خلافات عميقة. معارضة العديد من الميليشيات في طرابلس والتي هي بالأساس من الإسلاميين للجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية خوفا من فقدان نفوذهم وسلطتهم. باستثناء المتشدّدين فإن ميليشيات مصراتة التي لطالما اعتبرت من أشرس المقاتلين في ليبيا دعمت اتّفاق السلام التابع للأمم المتّحدة وركّزت أكثر على قتال تنظيم (داعش) منذ استلائه على مدينة سرت شرق مصراته. * تنظيم (داعش): ظهر التنظيم لأوّل مرّة في المنطقة الشرقية لمدينة درنة في العام 2014 بعد أن تعهّد العديد من متطرّفيها على الولاء للجماعة. ويعتقد أن عدد مقاتلي (داعش) في ليبيا يصل إلى حوالي 5000 مقاتل يتألّف في معظمهم من جهاديين من تونس وشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويسيطر تنظيم (داعش) الآن فقط على وسط مدينة سرت والقرى المجاور ة لكنهم نفّذوا بعضا من أسوأ الهجمات في البلاد منها عمليات في طرابلس وتعطيل المنشآت النفطية في شرق سرت والسيطرة عليها. وقد انضمّ إلى الجماعة ميلشيات أخرى في بنغازي ضد الجيش الليبي ويعتقد أنهم ساعدوا في هجمات في تونس بالجوار. وقد تلقّت (داعش) ضربة خطيرة بعد أن قام مسلّحون يُعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة ومدعومين من طرف السكّان المحلّيين بطرد المتطرّفين خارج مدينة درنة الصيف الماضي. وفي نوفمبر 2015 قضت غارة أمريكية جوّية في درنة على زعيم التنظيم في ليبيا وسام الزبيدي وهو مواطن عراقي كان معروفا بكنية (أبو نبيل الأنباري) و(أبو المغيرة القحطاني). * أنصار الشريعة: يعتقد أنها فرع لتنظيم القاعدة في ليبيا وقد ألقي باللّوم على أنصار الشريعة من أجل الهجوم على البعثة الأمريكية في بنغازي في عام 2012 عندما قتل 4 أمريكيين بما في ذلك السفير كريس ستيفنز. وقد ضعفت الجماعة منذ مقتل زعيمها الأبرز محمد الزهاوي في عام 2014 وقد انضمّ العديد من أعضائها إلى تنظيم (داعش) في سرت وحاربوا جنبا إلى جنبا مع (داعش) ضد الجيش الليبي في بنغازي.