خلط واضح بين اللغتين العربية والفرنسية مفردات غريبة تدخل قاموس الجزائريين قاموس اللهجة الجزائرية في الآونة الأخيرة عرف دخول العديد من الشفرات اللغوية الجديدة التي هي في أصلها خليط بين اللغات العربية والفرنسية ونجد حتى الإنجليزية في بعض الأحيان مما أثر بشكل كبير على اللغة العربية وحتى الذين يتقنون اللغة العربية تجدهم يخلطون في لغتهم اليومية بين الكلمات الفرنسية على حساب لغتهم الأصلية والحقيقة أن أسباب هذا المشكل تعود إلى عوامل تاريخية محضة وقد تطرق لها الكثير من المختصين بإسهاب كما أن إشكالية اللغة العربية أسالت الكثير من الحبر. ي.آسيا فاطمة (تبيبي فليكسيلي روطار ....) وغيرها من الكلمات الأخرى التي فيها مزيج بين العربية والفرنسية أصبحت اللهجة المستعملة في الاتصال بين الكثير من الجزائريين كما أن الكثير منهم لازالو يعتقدون أن مخاطبتهم للأخرين باللغة الفرنسية دليل على رقيهم الحضاري أو على مستوى علمي رفيع ولكنهم في الواقع لا يعلمون أن اللغة العربية تعتبر واحدة من أعرق اللغات وأرقها وكذا من أصعبها أيضا فلطالما كان العرب يفخرون بفصاحتهم ولكن هيهات أن يدرك جيل اليوم هذه الحقيقة. المفردات الغريبة التي نسمعها والتي تجنّح بين العربية والفرنسية حتى كادت أن ترسّم لهجة جديدة بين الجزائريين أثرت على اللغة العربية بشكل كبير ولعل أن المدرسة الجزائرية تتحمل جزءا لا بأس به من المسؤولية إن لم نقل ذنب إهمال اللغة العربية فقد ساهمت بطريقة أو بأخرى في عدم إثراء هذه اللغة وعدم إعطائها قيمتها اللازمة فالتلميذ يجد نفسه في بعض الأحيان مجبرا على استعمال اللغة الفرنسية مع بعض الأساتذة والمساعدين التربويين لأنهم لا يتقنون العربية أو بالأحرى لا يفضلون العربية هذا من جهة أما من جهة أخرى فالجهاز الإداري في الجزائر هو الأخر يعاني من الفرانكوفونية وأبسط مثال عن ذلك نجد أن الشباب يدفعون السيرة الذاتية باللغة الفرنسية وحتى الأوراق النظامية والإدارية نجد أغلبها باللغة الفرنسية والغريب هو أنه لا يوجد من يرفض هذا الوضع أو يسعى لتغييره فالشباب هو الآخر يحتقر لغته الأم ولا يولي لها أي اعتبار فالكل يسعى لتطوير وتحسين لغته الأجنبية بل الأدهى من هذا كله يجعلها لغة الحوار متناسيا أن العربية في زمن ليس ببعيد كانت لغة العلوم. مبادرة تعريب الوصفات الطبية لقد أطلقت مجموعة من الشباب مبادرة على الفايسبوك تستهدف الأطباء والصيادلة مفادها أن يتم كتابة الوصفات الطبية باللغة العربية وقد لاقت روا جا كبير واستجابة واسعة وقد تطور الأمر لرغبة إدراج الأمر بطريقة رسمية أكثر ولكن هيهات أن يتم هذا فعلى حد تصريح المسؤولين فإن هذا الأمر غير متاح في الوقت الراهن لأن اللغة العربية في الجزائر لا تزال بعيدة عن كونها اللغة الرسمية للمعاملات الإدارية كما أنه توجد الكثير من الصعوبات في تحويلها للغة العلوم الأولى خصوصا مع المناهج الدراسية التي تعاني الرداءة ولكونها أيضا كما يقال عنها منسوخة أو منقولة ولأن الجزائر لا تولي اهتماما ولا تشجع الباحثين في اللغة العربية لتطويرها والبحث فيها أكثر لتحريرها من كونها لغة الأدب والشعر إلى لغة البحث العلمي. اللغة العربية في الجزائر لن تستعيد أو لن تجد لنفسها مكانة مرموقة إن لم تصبح اللغة الرسمية للمسؤولين فلن يتحرر الشعب من هذا الوضع إن لم يخاطب الوزراء والمسؤولون الشعب باللغة العربية الفصحى.