شدد مسئول أوروبي بارز على أن معاهدة شنغن للانتقال بين دول أوروبا مهددة بالانهيار في غضون أيام بسبب الضغوط والأزمات التي تتعرض لها القارة نتيجة أزمة اللجوء والتي لم يتوصل لها إلى حل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. وأكد مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة، ديميتريس أفراموبولس، أمس الخميس، أن عدم التوصل إلى نتائج بشأن تدفق المهاجرين من تركيا في غضون عشرة أيام سيؤدي إلى انهيار معاهدة شنغن. واعتبر أفراموبولس أن أوروبا تمر "بلحظة فارقة"، مضيفا أن "المبادرات الفردية لن تؤدي إلى شيء؛ فوحدة الاتحاد وأرواح البشر على المحك الآن". تصريحات أفراموبولس جاءت بعد اجتماع وزراء العدل والشؤون الداخلية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، في محاولة لوضع حل أوروبي لأزمة اللاجئين، وذلك في ظل خلافات حادة بين الدول الأعضاء حول نظام الحصص لاقتسام اللاجئين الوافدين على أوروبا. وقد عمدت عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تشديد الرقابة على الحدود من جانب واحد، مما يؤثر سلبا على منطقة شنغن، وقد يؤدي إلى انهيارها، وتقضي معاهدة شنغن بحرية التنقل عبر حدود ومطارات الدول الموقعة وعددها 26. على جانب آخر، أقرّ مجلس النواب الألماني تشريعات جديدة تتعلق بملف اللاجئين وصفها منتقدوها بالمتشددة. ولتزم التشريعات الجديدة اللاجئين بالبقاء في "مراكز استقبال أولية" مدة أطول مما هو معمول به حاليا دون حصولهم على مساعدات مالية، إلا بعض المساعدات العينية، إضافة إلى تقليل الخدمات المقدمة لهم بشكل كبير. كما وسّع القانون قائمة الدول الآمنة التي سيحظر على مواطنيها الحصول على وضع "لاجئ"، ومنها ألبانيا وكوسوفو والجبل الأسود، وسيرحل أي مواطن من هذه البلدان كان قد تقدم بطلب للجوء. من جانبها، قررت النمسا وضع سقف لعدد اللاجئين الذين تسمح بدخولهم إلى أراضيها، وهو ما جعل آلاف من اللاجئين عالقين في اليونان بعدما رفضت مقدونيا السماح للأفغان بالمرور واشتراطها على السوريين والعراقيين إبراز وثائق سفر صالحة. وأثارت الخطوة النمساوية غضب اليونان التي استدعت الخميس سفيرتها في النمسا للتشاور بعد خلافها مع فيينا في كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين، وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن المبادرة الأحادية لحل الأزمة وانتهاك القانون الدولي والمكتسبات الأوروبية "قد تقوض أسس وعملية الوحدة الأوروبية". يشار إلى أن المجر كانت قد أعلنت الأربعاء استفتاء على خطة الاتحاد الأوروبي لفرض حصص إلزامية لاستقبال 160 ألف لاجئ في إطار جهوده التي لم تفلح حتى الآن في وقف تدفق اللاجئين والمهاجرين الوافدين من الشرق الأوسط وأفريقيا.