العمليات التجميلية ليست حكرا على النساء كما يعتقد البعض، فالكثير من الرجال لا يتوانون عن دفع الملايين لإجرائها، ولا يقتصر الأمر، كما كان سابقا، على بعض العمليات لإزالة الحروق والندبات، ولكن حتى لإزالة التجاعيد. مصطفى مهدي لم يعد الرجال يكتفون بالملابس الفاخرة، والمظهر الأنيق، بل حتى العمليات التجميلية صارت تستهويهم، خاصّة بعد أن غزت القنوات الفضائية البيوت، وصارت تستهدف الجنسين على السواء، وفي كلّ شيء، وحتى في تلك المواد التجميلية، والتي جعلت الشبان، وحتى كبار السن يقبلون عليها، ويحاولون أن يحسِّنوا مظهرهم، خاصّة إن كانوا يعملون في شركات تستلزم أن يكون لهم مظهرٌ ومنظر لائق، فيسارعون بالتالي إلى تلك المخابر او الأطباء الذين يختصون بالتجميل. قبل أن نقوم بالتحدث إلى بعض هؤلاء الذين قاموا بعمليات تجميل، والذين رغم أنهم تحدثوا إلينا بكلّ صراحة، إلاّ أنهم طلبوا منا أن نتكتم عن هوياتهم، لأنّ هذه العمليات لا زالت "طابو" في مجتمعنا، ليس بالنسبة للرجال فقط، بل حتى النساء، عادة ما يتكتمن على تلك العمليات، وكانت زيارتنا للدكتور ع. ر، وهو مختص في الأمراض الجلدية، وقال لنا عن الأمر: "يأتيني في كل يوم رجال كثر، ليجروا عمليات جراحية، وأقول لكم أنهم عادة ما يكونون على دراية بنوع العملية التي يحتاجون إليها، تبقى بعض التفاصيل فقط، من مثل إذا كانت بشرتهم ملائمة أم لا، وحول الأسعار وغيرها من الأمور، لكنهم على علم ببعض العمليات التي أجريها، وهو الأمر الذي احسب أنهم نقلوه من الفضائيات التي تروج لها، ولبعض المواد التجميلية التي لم يكن الرجال يسمعون بها من قبل". تحدثنا إلى "س"، وهو رجل في الثلاثين من العمر، قام بعملية "لازار" على وجهه لنزع بعض التجاعيد خاصة في أعلى الجبهة، قال لنا عنها أنها تضايقه، خاصة وانه عامل في مؤسسة خاصّة ويقابل الزبائن بشكل يومي، وهو ما دفعه إلى أن يجري عملية تجميلية لنزع التجاعيد، بعد أن شاهد على التلفزيون شريطا وثائقيا يتحدث عن مثل تلك العمليات، وعما إذا كان يصارح معارفه بذلك، قال انه لا يخبر بها إلاّ للأشخاص المقربين، أما الآخرون فلا يصارحهم بالأمر، ذلك أنّ هناك من ينظر إلى مثل هذه العمليات، يضيف، على انه "تشبه بالنساء". أما مراد فقال لنا انه أتى ليتخلص من الحروق التي أصابته في عيد الأضحى والتي مست وجهه، وانه لم يكن يفكر أبدا في أن يأتي لكي يتخلص من التجاعيد، او لتبييض البشرة كما يفعل آخرون، ولكن الضرورة هي التي دفعته إلى أن يجري عملية "بيلينغ" ولكنه لا يعتقد بأن الرجل يمكن أن يجمِّل نفسه مثلما تفعل المرأة؛ فالمرأة، يقول لنا، لا بد أن تعتني بجمالها، وهي مهووسة بذلك، أما الرجل فيجب أن لايتحوّل شغله الشاغل إلى الاعتناء بمنظره وإجراء العمليات التجميلية.