الذكرى ال54 لعيد النصر ** أثار إحياء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس لذكرى وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 الذي جاء عقب التوقيع على اتفاقيات إيفيان التي كرست استقلال الجزائر حربا كلامية وموجة انتقادات واسعة في باريس في وقت احتفل فيه الجزائريون بالذكرى ال 54 لعيد النصر تحت شعار عيد الوفاء والبناء بالعزة والكرامة . انتقد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مشاركة خليفته فرانسوا هولاند في تخليد ذكرى وقف إطلاق النار بين الجزائروفرنسا والموافق ل19 مارس كأول رئيس فرنسي يخلد هذه الذكرى. وقال ساركوزي لجريدة لو فيغارو الرئيس هولاند اختار الاحتفال بذكرى 19 مارس تاريخ وقف إطلاق النار بين الجزائروفرنسا الذي أعقب توقيع اتفاقيات ايفيان ولكي يكون الاحتفال مشترك يجب ان يكون التاريخ مقبول من الجميع لكن الجميع يعلم أن 19 مارس بقي محل جدل وفي قلب نقاش مؤلم . وأضاف ساركوزي المعروف بمواقفه العدائية تجاه الجزائر اختيار تاريخ 19 مارس الذي يعتبره البعض كهزيمة عسكرية لفرنسا هو بمثابة تبني لوجهة نظر ضد أخرى وباعتبار أن هناك الجانب الجيد والسيئ في التاريخ فإن تخليد هذه الذكرى هو اعتبار أن فرنسا كانت في الجانب السيئ . وأعطى الرجل الذي اختاره الفرنسيون يوما رئيسا لهم مثالا بالرئيسين الاشتراكيين السابقين قائلا الرئيس الأسبق جاك شيراك اختار تاريخ 5 ديسمبر ليخلد ذكرى القتلى الفرنسيين في تلك الحرب حيث احترمت هذا الاختيار لأنه يعبر عن الوحدة الوطنية وحتى الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران بنفسه رفض تماما الاعتراف بهذا التاريخ لتخليد ذكرى نهاية حرب الجزائر رغم أنه عايش تلك الأحداث حيث كان يعلم أن الحرب لم تنته غداة التوقيع على اتفاقيات ايفيان بالعكس تواصلت المأساة لمدة شهور كترحيل الفرنسيين من الجزائر وضحايا التفجيرات والاعتداءات التي تعرض لها الحركى والعديد من الأحداث المؤلمة التي لا يمكن أن تمحى من التاريخ حسب مزاعم ساركوزي الذي يريد بها تبييض صورة فرنسا الإستدمارية التي عاثت في بلادنا فسادا قبل أن تهزم شر هزيمة بفضل تضحيات جيل الثورة. وبعيدا عن الخلافات الفرنسية التي تعكس تخبط قادتها كلما تعلق الأمر بملف الثورة الجزائرية احتفل الشعب الجزائري أمس بالذكرى ال 54 لعيد النصر تحت شعار عيد الوفاء والبناء بالعزة والكرامة وأكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني بالطارف بأن التحام الجبهة الداخلية للحفاظ على الجزائر ومكاسب الاستقلال تعني الوفاء لرسالة الشهداء وتضحيات جيل الثورة. وأضاف الوزير خلال إشرافه على تدشين عدة منجزات اجتماعية واقتصادية بهذه الولاية وذلك في إطار الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال 54 لإحياء يوم النصر (19 مارس) التي تحتضنها هذه السنة ولاية الطارف بأن جزائر الاستقلال قطعت العهد للوفاء لرسالة الشهداء وبناء دولة لا تزول ولا تحول عن مبادئ أول نوفمبر . وأوضح الوزير بأن مسؤوليات الجميع اليوم هي تبليغ هذه الرسالة للشباب لخلق جيل تغذيه مبادئ الوفاء والتضامن والتلاحم من أجل بناء الجزائر والمحافظة عليها. واعتبر الوزير أنّ إحياء المناسبات التاريخية وتناقل ماثرها جيلا بعد جيل انما يهدف الى تغذية الذاكرة الجماعية للجزائريين باستمرار ومكافحة ثقافة النسيان التي توهن مع مرور الوقت الصلة الوجدانية التي تربط الأجيال بأسلافهم وأجدادهم وتؤدي الى نضوب منابع الافتخار والاعتزاز بإنجازات الرعيل الأوّل. وألقى الطيب زيتوني على عاتق جيل اليوم مواصلة المسيرة التي أسّس لها الأجداد من خلال حب ثورته وأبطالها ومجاهديها وشهدائها أولا ثمّ من خلال مواصلة الكفاح بواسطة العلم والمعرفة والتكاتف والتضامن من أجل بناء الوطن وخاصة أنّ البلاد لديها كل الوسائل لتحدّي الصعاب من جهة ومن أجل كتابة تاريخ الثورة الجزائرية وإبراز البطولات التي سطرها صنّاعها من جهة أخرى.