كشف مرصد تابع لمؤسسة الأزهر في مصر عن تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل واسع في الغرب في عام 2015, مرجعًا ذلك إلى عدد من الأسباب؛ منها وسائل الإعلام وسياسات التمييز العنصري ضد المسلمين. وأكد المرصد أن العام الماضي شهد أحداثا مأساوية، ومنها الأحداث التي عاشتها العاصمة الفرنسية باريس (الهجمات على صحيفة شارلي إيبدو، وهجمات باريس في 13 نوفمبر 2015). وأشار إلى أن أجهزة الشرطة الفرنسية سجلت -حسب ما نشرته جمعية مكافحة الإسلاموفوبيا بفرنسا- في الفترة من السابع إلى العشرين من جانفي العام الماضي 128 عملا عدائيا ضد المسلمين. وأضاف التقرير أن الفترة نفسها (12 يوما) عرفت 95 تهديدا ضد المسلمين، مقابل 78 تهديدا طوال عام 2014، بنسبة زيادة 122%، موضحا أن تلك الأحداث مثلت أحد أبرز أسباب انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا، ليس في فرنسا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم أيضا, وفقا للجزيرة نت. وركز تقرير إحصائيات الإسلاموفوبيا حول العالم خلال 2015 على عدد من البلدان الغربية، منها فرنسا، حيث ذكر بيان صادر عن المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا المعتمد رسميا من وزارة الداخلية الفرنسية أنه تم تسجيل 429 عملا عدائيا ضد المسلمين وتهديدات وخطابات كراهية عبر الإنترنت، مقابل 133 عملا عدائيا عام 2014، أي بزيادة 222%. لكن جمعية مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا رصدت 905 حالات إسلاموفوبيا في 2015، وفسرت الفارق بين إحصاءاتها وبين وزارة الداخلية الفرنسية بكونها تسجل كل الإخطارات التي ترد إليها بعد التأكد من صحتها من قبل لجنتها القانونية. وفي بريطانيا، سجل تقرير صدر في ديسمبر 2015 حول جرائم الكراهية في المملكة المتحدة نشره موقع ميتروبوليتان بوليس 62437 حالة، منها 1314 حالة عنصرية وكراهية قائمة على أساس ديني، وتم تصنيف 158 حالة فقط كإسلاموفوبيا. ووفق الموقع نفسه، تم تسجيل 816 بلاغا عن اعتداءات ضد المسلمين في لندن حتى جوان 2015 مقابل 478 بلاغا في الفترة نفسها من عام 2014، أي تسجيل زيادة بنسبة 70.7%. وفي ألمانيا والنمسا، تم رصد نحو 173 هجوما على مقرات اللاجئين خلال الستة أشهر الأولى من عام 2015، و23 اعتداء على مساجد، و64 مظاهرة ضد ما سمي "أسلمة" أوروبا. وفي إسبانيا أصدر البرنامج الحقوقي المناهض للإسلاموفوبيا تقريره السنوي حول ظاهرة الإسلاموفوبيا في جوان 2015، سجل فيه سبعين بلاغا، وتزايد أعداد حالات الإسلاموفوبيا لأكثر من 180 حالة في نهاية 2015. وتصدرت أميركا قائمة موقع "top count" للدول التي تسجل أعلى حالات الكراهية عام 2015، وذكر موقع مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية المعروف (كير) أن المساجد والمراكز الإسلامية تعرضت لاعتداءات من مخربين أكثر من 63 مرة عام 2015، لكنه رقم قليل بالنسبة لما يواجهه المسلمون وفق إفادة رئيس المجلس المذكور في نيويورك. وأظهرت دراسة حديثة أجرتها أكاديمية الأبحاث والدراسات الإسلامية، بالتعاون مع جامعات غرب سيدني وجامعة تشارلز سورت، أن المسلمين في أستراليا أكثر عرضة للتمييز والتعصب الديني بنحو ثلاثة أمثال مقارنة بغيرهم من أتباع الديانات الأخرى في البلاد. وخلص فريق عمل مرصد الإسلاموفوبيا بالأزهر الشريف إلى أن تنامي الظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب يرجع لعدة أسباب رئيسية: منها وسائل الإعلام، واتهام المساجد بتغذية التطرف، والهجمات الإرهابية، والترويج لصورة نمطية سيئة للمسلمين، واستخدام سياسات التمييز العنصري بحق المسلمين، وغيرها. وأوصى تقرير المرصد ذاته بدراسة عميقة لسبل مكافحة الظاهرة، ومساعدة المسلمين على الاندماج في مجتمعاتهم تلك مع الحفاظ على هوياتهم الإسلامية.