ترصد حصيلة سنتين من عهدته الرابعة ماذا تحقق من وعود بوتفليقة؟ الجيش الوطني.. سند الرئيس و حارس الجزائر عبلة عيساتي يوم 17 أفريل 2014 لم يكن عاديا في الجزائر ففيه جدد ملايين الناخبين الثقة في رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة على أمل استكمال مسيرة الإصلاحات والإنجازات وتكريسا لرهان الاستقرار الذي تحول إلى أهم رهانات الجزائر وسط محيط إقليمي مضطرب تميزه عمليات (تخلاط) دولية ممنهجة نجحت الجزائر حتى الآن في الإفلات من كمائنها.. عرفت السنة الثانية من العهدة الرئاسية الرابعة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أحداثا بارزة على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني وفي شتى المجالات لعل أهمها إحالة الفريق محمد مدين على التقاعد وحلّ الدياراس وتعويضه بالدياساس تحت قيادة اللواء عثمان طرطاق إلى جانب الإعلان عن ميلاد الدستور التوافقي الجديد الذي حمل في طيّاته مكاسب وإصلاحات عميقة كان قد وعد بها بوتفليقة خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات أفريل 2014. إصلاحات مُتواصلة وتنمية مستمرة على غرار عهداته السابقة التي كلّلت بنجاحات وإنجازات لا ينكرها إلا جاحد تعاهد الرئيس بوتفليقة مع الجزائر خلال العهدة الرابعة على مواصلة مسار الإصلاحات السياسية ومشوار التنمية المستدامة والنهوض بالاقتصاد الوطني وطبعا لا يتحقق ذلك إلا في ظل توفر عوامل أبرزها الاستقرار الأمني. ومن هذا المنطلق بادر رئيس الجمهورية إلى إقرار تعديلات مفاجئة وغير مسبوقة في أسلاك الأمن بغية ضمان أداء أحسن لحماية البلاد في ظرف عصيب تعيشه المنطقة ككل بفعل توغل الأنظمة الإرهابية في صورة (داعش والقاعدة) وتواصل مؤامرات الغرب التي تنشد زعزعة استقرار الجزائر كونها من البلدان القليلة التي نجت من دوامة ما يعرف بالربيع العربي. وحقق رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة العديد من الأمور الإيجابية خلال السنتين المنقضيتين من العهدة الرئاسية الرابعة له تكملة لما بدأه في العهدات السابقة على غرار تعديل الدستور والذي صنف كدستور توافقي حيث كرّس هذا الأخير تعزيز للحقوق والحريات الفردية والجماعية وجاء ليدعم المكتسبات الوطنية المحقّقة في مجال حقوق الإنسان ويؤسّس لمرحلة اقتصادية جديدة حيّز التنفيذ في عموم مبادئه في انتظار مرافقة أخرى بنصوص قانونية تدقّق وتحدّد كيفيات تطبيقها. كما أعلن الدستور الجديد عن ميلاد مرحلة جديدة في تاريخ الجزائر المعاصرة تتأهب الحكومة لمباشرتها بإقرار نمط اقتصادي جديد يقوم على نظرة مغايرة للتسيير الاقتصادي المعتمد لحد الآن والذي أثبت محدوديته وعجزه عن مجابهة الصدمات المترتبة عن الاهتزازات والأزمات الخارجية. ونص الدستور الجديد على بناء اقتصاد منتج وتنافسي في إطار التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة. كما شدّد على واجب المؤسسات في تشجيع بناء اقتصاد متنوع يثمّن قدرات البلد كلّها وحماية الاقتصاد الوطني من أي شكل من أشكال التلاعب. سعداني: بوتفليقة جعل الجزائر دولة مدنية رافع عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في مناسبات عديدة لصالح الإصلاحات العميقة التي قرّرها وأنجزها الرئيس بوتفليقة مجددا تأكيد مساندة برنامج رئيس الجمهورية في عهدته الرابعة حيث أشار سعداني إلى أن التغييرات التي تمت على جهاز ال(دي أر أس) في الآونة الأخيرة من إنهاء مهام ضباط وتعيين آخرين أمضى عليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بقلمه موضحا أن الحديث عمّن يحكم البلاد قد مضى وقته ولا رجعة له لأن الرئيس وحده من يحكم في إطار الالتزام بالدستور مؤكدا أن تدخل مؤسسات أخرى في تسيير أمور الجزائر لن يتكرّر خاصة مع الإصلاحات التي مسّت هذه المؤسسة في الآونة الأخيرة. وبرأي سعداني فإن الدستور الجديد يرسي دعائم الدولة المدنية التي يطمح لها الشعب الجزائري بجميع فئاته السياسية والاجتماعية المعارضة منها قبل الموالاة وهي دولة المؤسسات التي تُحترم فيها قرارات العدالة وآراء المعارضة وليس التقارير المغلوطة. أما بخصوص مبادرة (الجدار الوطني) فقد كسب عمار سعداني رهاناته من خلال تنظيم التجمع الشعبي يوم 30 مارس الماضي في إطار ما سمي بالمبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار بمشاركة فاقت ال 20 ألف شخص وزعت بين مناضلي 37 حزبا وأكثر من 300 منظمة من المجتمع المدني وأكثر من 100 شخصية وطنية. التجمع الذي أراده (الأفلان) أن يكون بمثابة الإعلان الرسمي لانطلاق بناء (جدار وطني) من خلال إعلان المساندة التامة لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونصرة قوات الجيش الوطني الشعبي في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها المنطقة عرف حضورًا من مختلف الأطياف ومن جميع ربوع الوطن وبذلك يكون سعداني قد كسب رهانه في حشد كبير وكبير جدا للجماهير وتعبئة وطنية من أجل جبهة داخلية متينة وقوية تاركا باب الانضمام إلى المبادرة مفتوحا. وتتضمن المبادرة (تأييدا للحوار والتشاور كسبيل لحل الخلافات والتوفيق بين المصالح وكسر الشقاق وتقريب الآراء) ويلتزم أطراف المبادرة ب (تقاسم نفس درجة الوعي بتحديات الحاضر ورهانات المستقبل وكذا المخاطر المتعددة الأشكال المحدقة بالجزائر وباقتصادها واستقرارها ووحدتها وأمنها). الأرندي ل أخبار اليوم : الاستقرار أكبر إنجاز قال الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي (الأرندي) الصديق شهاب أن إنجازات الرئيس خلال سنتين من العهدة الرابعة تجسدت على أرض الواقع في عدة مجالات سواء السكن أو الوضع المعيشي للمواطنين بالرغم من إنهيار أسعار البترول وإجراءات التقشف الجديدة. واعتبر الناطق الرسمي باسم (الأرندي) الصديق شهاب في تصريح ل(أخبار اليوم) أن الاستقرار أكبر إنجاز خلال السنة الثانية من العهدة الرئاسية الرابعة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والجيش الجزائري المنعرج الحاسم الذي أكد كفاءته للحفاظ على أمن البلاد. وقال الصديق شهاب أن المصادقة على الدستور المعدل من قبل البرلمان أنهت مرحلة طويلة من النقاش والترقب في انتظار ترجمة النص ميدانيا عبر القوانين التي ستنبثق عنه مضيفا انه إذا كان تعديل الدساتير وتجديدها يعبّر عادة عن رغبة الشعوب في الانتقال من حال إلى حال أحسن حيث أن تطلّعات الجزائريين لم تخفت يوما رغم المحن التي مرّت بها البلاد والمخاطر التي مازالت تحوم حولها. وأردف الصديق شهاب في تصريحه أن تعديل الدستور جاء بالكثير من المزايا منها الأمازيغية لغة رسمية وترقية المرأة وتمكين المعارضة من أدوات قانونية لمواجهة الجهاز التنفيذي والأغلبية النيابية بإخطار المجلس الدستوري وأوضح أن التعديل الدستوري حاول تفكيك ألغام مزمنة ظلت عالقة منذ زمن طويل كقضية الأمازيغية كما حاول حماية المعارضة من الجنوح نحو الراديكالية بتمكينها من معارضة سلمية فعّالة. أما بخصوص الشأن الدبلوماسي فأكد الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي أن الجزائر حققت انجازات خارجية مهمة بفضل الأداء القوي لجهازها الدبلوماسي الذي كانت له بصمته في حلّ ومعالجة العديد من النزاعات منها الأزمة المالية التي توصل فرقاؤها إلى اتفاق مصالحة على أرض الجزائر والدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في الحوار بين الإخوة الليبيين. تاج: بوتفليقة ملتزم بالتعهدات.. رغم التحديات قال نبيل يحياوي الناطق الرسمي باسم حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) أن أهم ما ميّز السنتين من العهدة الرابعة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هو التزامه بتعهداته والتزاماته التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية في 2014 على جميع الأصعدة. وأضاف يحياوي في تصريح ل (أخبار اليوم) (نرى في تاج أنه بالمصادقة على التعديل الدستوري في 7 فيفري الفارط يكون الرئيس بوتفليقة قد طبّق التزامه وسقف الحريات للجماعات والأفراد وإنشاء مجلس أعلى للشباب أو سوق التشغيل وكذا ترسيم الأمازيغية) معتبرا أن كل تلك الأفكار هي أفكار توافقية التزم بها الرئيس (والدستور أهم ورشة) علما انه أعلن عن صناعة دستور توافقي خلال تأديته اليمين الدستوري. أما من الجانب الاقتصادي أشار الناطق الرسمي باسم حزب تاج إلى ان أهم ما ميّز السنتين السابقتين في العهدة الرابعة لرئيس الجمهورية هو انهيار أسعار البترول الذي أثّر على الاقتصاد الوطني بشكل كبير مؤكدا ان رئيس الجمهورية أعطى توجيهات وتعليمات صارمة في هذا المجال ومن اجل تفادي الأزمة الاقتصادية والمحافظة على التحولات الاجتماعية للمواطن وحافظ على المشاريع في كل من قطاع التربية الوطنية والتعليم العالي والصحة والسكن وغيرها. وفي هذا الصدد قال نبيل يحياوي انه (ربّ ضارة نافعة) حيث أكد أن رئيس الجمهورية في ظل تهاوي أسعار البترول أعطى الأولوية لقطاعات اخرى من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني على غرار السياحة والفلاحة والصناعة التقليدية والخدمات وغيرها من القطاعات البديلة للمحروقات. أما على الصعيد الأمني أكد المتحدث أن الجيش الوطني الشعبي يقوم بمجهودات جبارة في المرابطة على الحدود ومواجهة الأخطار الخارجية والقضاء على المجرمين وتوفير الأمن في الوطن هو دليل -حسبه- على وجود رؤية واضحة في مواجهة هذه التحديات في الحفاظ على استقرار البلاد وطمأنينة الشعب علما أن الجيش الوطني الشعبي يقوم بأدواره المنوطة به في حماية حدود وسياسة الوطن. وعن الجوانب الأخرى ذكر نبيل يحياوي أن جلّها تعرف وتيرة في ظل إعطاء الرفاهية للشعب الجزائري وإعطاء تعليمات صارمة من اجل الحفاظ على عدة أمور على غرار مجانية التعليم والصحة ودعم الدولة لإجبارية التعليم والحفاظ على الخصوصيات مستدلا بإحصاء 8 ملايين ونصف متمدرس ومليون ونص طالب جامعي (هم مستقبل الجزائر) أما بخصوص الرياضة أضاف المتحدث انه قطاع عرف انتعاشا كبيرا في المدة الأخيرة من خلال انتعاش المنتخبات حيث بات لديهم على --حد تعبيره-- مراكز متقدمة بفضل الدولة بالإضافة إلى الاعتناء بالرياضة في شتى المجالات كما ذكر الشق الثقافي مشيدا باحتضان الجزائر وبالضبط ولاية قسنطينة عاصمة الثقافة العربية والتي قال إنها تعتبر إنجازا كبيرا ساهم بشكل كبير في تدعيم الثقافة والفن في الجزائر. فوراية: العهدة الرابعة أخرجت الجزائر من نفق مظلم أكد رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة الدكتور أحمد قوراية أن ما ميز السنة الثانية من العهدة الرئاسية الرابعة هو الدستور التوافقي الذي تحقق من خلاله ما كانت الجزائر تصبو إليه من وتحفيز المستثمرين بامتيازات عديدة اما بالنسبة للشق الاقتصادي قائلا أن ما تحقق خلال عهدات الرئيس بوتفليقة وجب علينا تثمينه وهو ما انعكس إيجابا على الاستثمار الذي دفعت الدولة الجزائرية عجلة تنميته بولايات الوطن وتحفيز المستثمرين بامتيازات عديدة وعلى الصعيد الاجتماعي تم تجسيد الآلاف من البرامج السكنية الاجتماعية لفائدة المواطنين في مختلف ربوع الوطن وهو ما ساهم في التخفيف من حدة ازمة السكن يضاف إليها مشاريع لونساج لفائدة الشباب حيث تم منح قروض لهذه الشريحة لإنشاء مؤسسات مصغرة وعادت بالفائدة على الكثير منهم وخفف الأمر من شبح البطالة. أما من الجانب الأمني أاضاف الدكتور في تصريح ل (أخبار اليوم) أن الجزائر خرجت من نفق مظلم وزلزال الإرهاب الأعمى الذي كاد أن يزعزع اركان الدولة الجزائرية وأن يؤدي الى انهيارها وخرابها لولا تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي أعاد للجزائر أمنها واستقرارها بعد عشرية دامية أتت على الأخضر واليابس وخلفت الدمار والخراب بأكثر من 200 ألف قتيل إضافة الى المعطوبين والأرامل والأيتام وخلال السنة الثانية من العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس تواصلت فيها تطبيق ميثاق السلم الذي ساهم في إبعاد الجزائر عن الخطر القادم من دول المنطقة على غرار ما يسمى بتنظيم (داعش والقاعدة) وغيرها من الأخطار التي تتربص بالجزائر. وفي هذا الصدد دعا رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة الجزائريّين الى الالتفاف حول المكاسب المحققة وعدم زرع ثقافة التيئيس والتفتين لاستكمال مسار البناء المؤسّساتي للدولة الجزائرية مضيفا عندما نقول (إن هناك إنجازات لا يعني أنه لا توجد نقائص فهي موجودة ومشاكل كثيرة يتخبط فيها المواطنون بداية من أزمة السكن والبطالة الى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع الأسعار وكلها تحديات كبيرة تواجه الدولة الجزائرية على اعتبار أن أسعار البترول لا زالت في تهاوي يوما بعد يوم وهو ما يحتّم على الدولة إيجاد بدائل للمحروقات للنهوض بالاقتصاد الوطني وتشجيع الاستثمار قصد خلق الثروة لأن النمو الديمغرافي في تزايد مضيفا أنه يتوجب على الشعب أن يكون بعيد النظر لمواجهة بعض الأزمات مستقبلا في ظل هذا الحراك الذي يشهده العالم العربي).