قد يزورك أحيانًا الشعور باليتم على كبر عمرك حينها تشعر بالوحدة والضياع وتتلمس مسحة على رأسك أو كلمة طيبة تخفف عنك هذا الشعور ولكن هناك أطفال يعيشون هذا الشعور طول الوقت يبحثون عن حضن الأب وكفالته فلا يجدونها. لقد ولد الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتيمًا وهكذا عاش.. لذا كان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أكثر الناس إحساسًا بهم وبما يجدونه من فقد فجاءت توجيهاته النبوية لتكفل الأيتام وتخفف عنهم شعور اليتم والفقد بل كرمهم وجعل لهم منزلة كبيرة وعرفنا أن فضل إكرامهم وجبر خواطرهم له مكافأة عظيمة ألا وهي مرافقته في الجنة صلى الله عليه وآله وسلم. ومن تكريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وأشار بالسبابة والوسطى دليلًا على شدة القرب والملازمة له صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة. وعن هذا الحديث قال الإمام ابن حجر رحمه الله: (إن فيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى). ليس هذا فحسب بل وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من يقوم على أمر اليتيم كالمجاهد في سبيل الله فقال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) وقال أبو هريرة: (وأحسبه قال: (وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر). وبلغت منزلة كافل اليتيم كذلك أنها توجب له الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله: (من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة). بل في حركة بسيطة في تعاملك مع اليتم تجني الكثير من الحسنات والفضل فبمجرد أن تمسح على رأس اليتيم يكون لك بكل شعرة في رأسه حسنة يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وفرَّق بين أصبعيه السباحة والوسطى). ليس هذا فحسب فالمسح على رأس اليتيم يلين القلب ويذهب قسوته فقد شكا رجلاً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسوة قلبه فقال له: (إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم).