احتضنت سهرة أوّل أمس دار عشيرة البلات بدائرة الفرارة ولاية غرداية وسط جمهور غفير من مشايخ وأعيان المدينة برنامج منتدى الجابرية في حلقته العاشرة، والذي دأبت على تنظيمه أفواج الجابرية للكشّافة الإسلامية الجزائرية· استضاف البرنامج الدكتور الحاج التواتي بن التواتي أستاذ بجامعة الأغواط، والذي ناقش موضوع طالما شكّك فيه بعض المغرضين والحاسدين والمخطّطين لتفكيك المجتمع الجزائري، والأمر يتعلّق بالمقاربة بين المذهبين الإباضي والمالكي، حيث قدم تعريفا شاملا عن المذاهب الإسلامية وتعريفا آخر لمؤسّس المذهب الإباضي الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد، حيث أكّد أن اختلاف العلماء في القضايا الدينية رحمة، بالإضافة إلى أنه وقف على تهمة لصقت بالإباضية منذ القديم بمختلف المراحل التاريخية والمتعلّقة بأن الإباضية خوارج وهذا ما حاول توضيحه قائلا: إن الإباضية ليسوا خوارج مبيّنا نقاط التشابه والتكامل بين المذهبين· وفي نهاية البرنامج، دعا الدكتور الحاج التواتي أبناء المذهبين إلى العودة لأصولهم بترسيخ مبادئ الوحدة والأخوّة والتسامح، وفي نفس الوقت نبذ العنف والكراهية والحقد بينهم· تجدر الإشارة إلى أن الدكتور قدّم درسا مُهمّا في المسجد الكبير بالفرارة بحضور أعضاء حلقة العزابة، مثنيا على هذا المجتمع بتمسّكه بمشائخه ومسؤوليه· وللذكر، فإن الدكتور له كتاب مُهمّ يتحدّث فيه عن الفقه المقارن بين المذهبين الإباضي والمالكي دراسة تقابلية بين المذهبين من حيث الأصول والفروع، كما شهدت له منطقة وادي ميزاب بيده البيضاء من خلال مشاركته في إخماد نار الفتنة ببريان بغرس المحبّة والتضامن بين مواطنيها·