دعاهم إلى التجند لتحرير الاقتصاد متحرر من التبعية للمحروقات ** بوتفليقة: الشعب الجزائري سيغالب كل التحديات ** استنهض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الأربعاء همم الشباب الجزائري داعيا إياهم إلى التجند من أجل بناء إقتصاد وطني متحرر من التبعية المفرطة للمحروقات ولضمان اطراد مسار التنمية الإقتصادية والإجتماعية وقال الرئيس بوتفليقة من جانب آخر أنه فبفضل الشعب انتصر السلم والوئام والمصالحة على التقاتل والأحقاد والبغضاء وبنفس الإرادة والتصميم والوعي سيغالب شعبنا كل التحديات ببنائه دولة الحق والقانون على شروط موضوعية وأسس دستورية تكون فيها مؤسسات الشعب هي الحكم والمرجع الذي يقرر مستقبل الأمة . وفي رسالة له عشية إحياء الذكرى الستين لليوم الوطني للطالب أوضح رئيس الجمهورية أنه حان الوقت اليوم أكثر من أي مرحلة مضت لكي يتجند شبابنا عامة ونخبتنا خاصة لكي يكون في مقدمة الصف في معركة بناء اقتصاد وطني متحرر من التبعية المفرطة للمحروقات ولكي نضمن اطراد مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي قطع مشوارا معتبرا لحد الآن . ودعا الرئيس بوتفليقة شباب الجزائر إلى التدبر في هبة أسلافهم للنهوض بالثورة التحريرية المظفرة وعقد العزم على رفع هذا التحدي خدمة لمستقبلكم وخدمة لازدهار شعبكم وحفاظا على استقلال وطنكم استقلال يتعزز ويصان باستقلال بلادنا ماليا واقتصاديا وبقدرة الجزائر على مغالبة المنافسة العالمية التي لا ترحم وتبوء مكانتها المشروعة في ركب الدول مكانة تكون في مستوى قدراتها المادية والاقتصادية والبشرية خاصة . من جهة أخرى ذكر رئيس الجمهورية بحرص الجزائر المستقلة على وضع رهان اكتساب أبنائها وبناتها العلم والمعرفة في طليعة أهدافها انتقاما لحرمان شعبنا من العلم أثناء حقبة الاستعمار الغاشم وحرصا على تسلح أجيالها الصاعدة بالعلم والمعرفة لكي يساهموا بكل جدارة في الجهاد الأكبر جهاد البناء والتشييد . وأبرز أن أكبر انتصار صنعته الجزائر المستقلة تحقق بتكوين أبنائها وبناتها عبر العقود منذ الاستقلال وأحسن دليل على ذلك كون الجزائر اليوم تزخر بارتياد ربع سكانها يوميا المدارس والمعاهد ومراكز التكوين والجامعات وهذا حتى في الضائقة المالية التي ألمت بها جراء الانخفاض الفادح لأسعار النفط في السوق العالمية . انضمام الطاقات الفكرية إلى الثورة أعطاها نفسا جديدا أكد رئيس الجمهورية أن انضمام الطاقات الفكرية والعلمية الجزائرية إلى صفوف الثورة التحريرية في 19 ماي 1956 أعطاها نفسا جديدة . وذكر الرئيس بوتفليقة إن انضمام ما كان يملكه الشعب الجزائري من طاقات فكرية وعلمية إلى صفوف الثورة جدير بأن نعده المحطة التاريخية الثالثة للثورة التحريرية بعد إعلانها في أول نوفمبر 1954 وأحداث 20 غشت 1955 ذلك لأنه أعطى نفسا جديدا للثورة وسفه محاولات القوة الاستعمارية التي كانت تراهن على كسب النخبة الجزائرية المتعلمة لتجعل منها نموذجا يحمل بقية الجزائريين على تقبل الاندماج المعروض عليهم . وشدد على أنه كان لهذا الحدث فضل عظيم في مجريات تطور العمل المسلح والدبلوماسي والسياسي في تلك الحقبة مشيرا إلى أنه بوأ الثورة مقاما رفيعا في المحافل الدولية وكسبت به تعاطف كل أحرار العالم في ذلك الوقت شعوبا وحكومات و تأييدهم . وتابع قائلا: إن فضل هذا اليوم يكمن في كونه أبان وعي الشباب وإرادته و برهن بالدليل على أن الإنجازات العظيمة لا تقاس بالسن وأنه كلما تماهى الوعي الصحيح بالقضايا العادلة الكبرى تحققت المعجزات . ولفت رئيس الدولة إلى أن هذا اليوم البارز من بين أيام الجزائر المجيدة لم يفقد ولن يفقد بالرغم من مرور ستين عاما على حدوثه إشراقته ورمزيته القوية قبل الاستقلال وبعده مضيفا أنه يشكل إحدى مآثر ثورتنا التحريرية المجيدة التي رسخت في ذاكرة الشعب الجزائري بأكمله كحدث مشهود هزّ أركان كيان الاحتلال . شعبنا سيغالب كل التحديات وأكد رئيس الجمهورية أن هبة التلاميذ والطلبة صوب ساحات الوغى طعمت صفوف الثورة بكفاءات شابة في مختلف التخصصات كان لها الأثر البالغ في استكمال شروط النصر المنشود بتجندهم ذكورا وإناثا أمد الطلبة الثورة بما كانت في حاجة إليه من الكفاءات التقنية في مجالات صيانة الأسلحة وصناعة القنابل والصحة والدعاية والإعلام والإتصال وغير ذلك من المجالات . كما سمحت للدولة الجزائرية المستقلة--يضيف الرئيس بوتفليقة-- أن تستفيد من أولى دفوعات إطاراتها المتحصلين على العلم والمتشبعين بالروح الوطنية والتجربة الثورية وهي العوامل التي ساهمت بقوة في المحطات الأولى لإعادة بناء الدولة وانطلاق التنمية في وسط تحديات عاتية كانت تواجهها الجزائر آنذاك . وفي هذا السياق ذكر رئيس الجمهورية أن الإطارات الأولى لسلك الدبلوماسية الجزائرية كانوا من الطلبة الذين لبوا نداء الثورة وإلتحقوا بصفوفها مضيفا أن هذا الرصيد المعنوي والرمزي وهذه التجربة التي ترسخت في الوعي الجماعي للأمة الجزائرية هي صمّام الأمان والثروة الحقيقية التي بدونها تعجز الأمم عن حماية قدرتها على صون وحدتها ومواصلة تنميتها ودفاعها عن حياضها وسيادتها . ونوه الرئيس بوتفليقة بتمكن الجزائر من معالجة المأساة التي مرت بها خلال التسعينيات من القرن الماضي بحكمة وصبر وشجاعة وهي الفضائل المستمدة من تلك القيّم التي غرستها فينا الثورة التحريرية المباركة . وأردف قائلا فبفضل الشعب انتصر السلم والوئام والمصالحة على التقاتل و الأحقاد والبغضاء وبنفس الإرادة والتصميم والوعي سيغالب شعبنا كل التحديات ببنائه دولة الحق والقانون على شروط موضوعية وأسس دستورية تكون فيها مؤسسات الشعب هي الحكم والمرجع الذي يقرر مستقبل الأمة .