كلفت مبلغ 100 مليون دينار نجاح تجربة تثبيت الكثبان الرملية ببيطام في باتنة كلفت التجربة الناجحة لتثبيت الكثبان الرملية ببلدية بيطام بباتنة الدولة غلافا ماليا بقيمة 100 مليون دينار حسب ما صرح به رئيس مصلحة توسيع الثروة وحماية الأراضي بمحافظة الغابات بالولاية ياسين قاروني. وأوضح المتحدث خلال يوم دراسي احتضنته الحظيرة الوطنية لبلزمة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة التصحر بأن هذه العملية التي أجريت على مساحة 450 هكتار كانت تهدف إلى حماية بلديتي بيطام وأمدوكال من التصحر وتثبيت الكثبان الرملية بهما ومن أهم عوامل النجاح التي تضمنتها هذه التجربة التي توسعت محليا في الفترة من 2006 إلى 2010 - يضيف المتحدث - غراسة أشجار الزيتون على مساحة 5 آلاف هكتار دخل أغلبها مرحلة الإنتاج وكذا إنجاز 190 حوض مائي موزع على كل المنطقة مما ساهم في استقرار السكان بأراضيهم وشجع الفلاحة بالجهة. ولوحظ بيطام وضواحيها في السنوات التي تلت التجربة حسب السيد قاروني تنوع في الغطاء النباتي وعودة الإنبات بالأراضي التي كانت قاحلة لاسيما فيما يخص الأصناف الرعوية التي كانت قد اندثرت بفعل زحف الرمال للأراضي و أثبتت دراسة حديثة أجريت خلال سنتي 2014- 2015 من طرف رشيدة قاضي التي تعمل بمحافظة الغابات بباتنة و ذلك في إطار التحضير لشهادة الماستر 2 بالتنسيق مع المعهد الزراعي لحوض البحر الأبيض المتوسط بمونبوليي (فرنسا) أن تجربة بيطام لتثبيت الكثبان الرملية حققت نجاحا كبيرا وكان لها الأثر الإيجابي على واقع الجهة من مختلف النواحي. و ذكرت هذه الباحثة بأن الوضع الاقتصادي لسكان المنطقة تحسن كثيرا بعد نجاح غراسة الزيتون وحققوا مداخيل هامة خاصة في سنة 2014 بعد أن أصبحوا منتجين كما أن استقرارهم بأراضيهم ساهم بشكل ملحوظ في مكافحة البطالة وفي تمدرس التلاميذ وأيضا تراجع العديد من الأمراض التي كانت منتشرة بالجهة ومن أهمها الرمد و الأمراض التنفسية وأكدت المتحدثة بأن المنطقة التي شملتها التجربة والمتمثلة في مشاتي أولاد جحيش ومقسم الضاية و لقراريف بدأت تسترجع حيويتها مقارنة بمشتة السوالمية التي اتخذت كعينة شاهدة على الفرق بين الموقع الذي شمله المشروع والآخر الذي لم تشمله التجربة. وذكر رئيس مصلحة توسيع الثروة وحماية الأراضي بمحافظة الغابات بأن 80 مشروعا من إجمالي ال 450 مشروعا الذي استفادت منه محافظة الغابات بباتنة في الفترة ما بين 2009 و2014 خصص لمكافحة التصحر بالولاية بمبلغ يقدر ب 2 مليار دج من إجمالي التكلفة الإجمالية لكل المشاريع المقدرة ب 4 5 مليار دج وأضاف المتحدث بأن 25 بلدية من مجموع بلديات الولاية ال 61 تعاني بشكل ملحوظ من أعراض التصحر منها 18 بلدية لاسيما تلك الواقعة في الناحية الجنوبية و هي بحاجة إلى إجراءات مستعجلة لوقف تردي نوعية التربة كونها واقعة في المناطق السهبية. وتم منذ مدة اقتراح 5 آلاف هكتار أخرى بطول 9 كلم يضيف قاروني لمعالجة ظاهرة زحف الرمال خاصة بين امدوكال وبيطام وأيضا مناطق كعزيل عبد القادر لكن بطرق تسمح بوقف الظاهرة وأيضا خلق الثروة ومناصب الشغل وفق الإستراتيجية الجديدة للدولة ومنها القانون الرعوي الجديد. أما رئيس مصلحة التنشيط بالحظيرة الوطنية لبلزمة عبد الحفيظ حمشي فخص مداخلته للحديث عن بعض أنواع النباتات الدالة عن الظاهرة والتي بدأت تظهر في العشرية الأخيرة بمحيط وجوانب الحظيرة ومنها نبات أسترغال آرماتيس أو ما يسمى محليا ب ثاوحميث وكذا الرطم أو روتاما لكن الأهم يضيف المتحدث هو المحافظة على الأصناف الأصيلة بالحظيرة.