توجت مجهودات مصالح محافظة الغابات لولاية باتنة في إطار مكافحة ظاهرة التصحر التي تهدد الجهة الجنوبية والجنوبية - الغربية منها بتثبيت 440 هكتارا من الكثبان الرملية ببلدية بيطام كتجربة "رائدة" بالمنطقة، حسب ما لاحظته وأج بعين المكان. ويظهر جليا للزائر وهو يقف على جزء من المساحة المعالجة بمشتة أولاد جحيش بهذه البلدية الواقعة على بعد 110 كلم عن عاصمة الأوراس (باتنة) الفرق الكبير بين الكثبان المثبتة على اليمين بغطائها النباتي الذي بدأ يعيد إليها الحياة و الأخرى العارية على اليسار التي تكاد تكون جرداء إلا من الرمال الصفراء الزاحفة. وكشفت الطالبة أسماء بن سالم التقتها وأج بمنطقة أولاد جحيش ببيطام ضمن خرجة استطلاعية نظمتها محافظة الغابات إلى موقع المشروع بأن تجربة تثبيت الكثبان الرملية بهذه المنطقة من الولاية التي تعد أكثر تضررا من الظاهرة حققت هدفها حيث تلاحظ العودة التدريجية للتوازن الايكولوجي بالجهة. وأضافت المتحدثة التي تحضر رسالة تخرج (ماستر 2 ) في تخصص التنوع البيئي و التحولات العامة "لاحظت خلال زيارتي العملية التطبيقية إلى المكان عودة بعض الطيور و الحيوانات التي لم تكن موجودة بالجهة بعد أن غمرتها الرمال بل و وجدنا في بعض المرات بيضتين يرجح أن تكونا لطائر الحجل وهي دليل قاطع على أن التجربة نجحت" . وتتربع كل المساحة المثبتة من الكثبان الرملية والمقدرة ب 440 هكتار بولاية باتنة بمشتة أولاد جحيش ببلدية بيطام لذا يحمل المشروع اسم هذه المشتة حسب ما أفاد به السيد عبد المالك لبيوض رئيس إقليم الغابات ببريكة الذي أوضح لوأج بأن هذه المساحة هي جزء من شريط من الكثبان الرملية يمتد من مشارف بلدية أمدوكال إلى غاية طريق ولاية بسكرة على مساحة 5 آلاف هكتار موزعة على 6 مشاتي. لكن يضيف السيد لبيوض من إجمالي 1.150 هكتار من هذه الأراضي الأكثر تضررا من ظاهرة التصحر تم الاتفاق على معالجة الأكثر قربا من الأراضي الفلاحية ومن التجمعات السكانية ليتم الانطلاق في تجسيد المشروع على مساحة 440 هكتار بعد دراسات معمقة. وتسعى محافظة الغابات بباتنة بعد نجاح التجربة حسب مسؤولي القطاع إلى اقتراح برمجة ما تبقى من المساحة غير المعالجة والمقدرة ب 710 هكتار للتثبيت وإيقاف زحف الرمال بهذه الجهة من الولاية. ولم يخف السيد بيوض الذي تابع بالتعاون مع فريق من أعوان محافظة الغابات التجربة من بدايتها بحكم انتماء بلدية بيطام إلى مقاطعة الغابات لبريكة الصعوبات التي واجهت العملية في البداية وكيف تم تذليلها بعد ذلك. و أضاف بأن المشروع مر بمرحلتين الأولى خصت التثبيت الميكانيكي المتعلق بوضع حواجز من سعف النخيل بعد حفر خنادق في الأرض لحماية الغطاء النباتي والثانية خاصة بالتثبيت البيولوجي وتتضمن غرس بعض أنواع الأشجار المقاومة للجفاف والملائمة لمناخ المنطقة مثل نبات القطف والقطف وكذا الأكاسيا. وتحولت المنطقة بفضل المشروع من كثبان رملية جدباء إلى مساحات بدأت تدب فيها الحياة تدريجيا وتستقطب إليها الحيوانات وهو حلم تحقق بفضل الإرادة و كذا جهود الدولة في محاربة الظاهرة يقول السيد ناصر صدوقي أحد الذين تابعوا العملية. أما رئيس مصلحة توسيع الثروة و حماية الأراضي بمحافظة الغابات فأوضح من جهته بأن ولاية باتنة استفادت ما بين سنتي 2009و2011 بمبلغ بقيمة 848 مليون د.ج لتجسيد 85 مشروعا جوارا يندرج في إطار مكافحة التصحر تتراوح نسبة تقدم إنجازها ما بين 15 و95 بالمائة في حين سجل 40 مشروعا من إجمالي ال 87 مشروعا الذي استفادت به في الفترة من 2012 إلى 2014 لمكافحة الظاهرة . ويهدد التصحر بباتنة حسب ما علم من مصالح محافظة الغابات 18 بلدية تقع بالجهة الجنوبية والجنوبية - الغربية من الولاية على مساحة إجمالية ب521.842 هكتار مما يهدد حوالي 300 ألف نسمة بهذه الجهة.