صدمة هنا.. وقلق هناك ** استقبل العديد من الأفارقة خبر مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي بصدمة خاصة أن الكثير من البلدان الإفريقية لديها تاريخ طويل مع المملكة المتحدة وأصبحوا قلقين على مستقبل شراكتهم التجارية. قال موقع دويتش فيلة إن المملكة المتحدة شريك رئيسي للعديد من الدول الإفريقية التي تأثرت أسواقها وعملاتها المحلية بخبر مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي ما اضطر المنظمين والسياسيين للتعامل مع الوضع بسياسة الأزمة وعلى رأس البلدان كينيا التي تعتبر ثالث أكبر سوق وحليف رئيسي لبريطانيا. وأصبح البنك المركزي الكيني على أهبة الاستعداد للتدخل بالمال والعملات الجانبية في الأسواق لضمان تشغيلها على نحو سلس. أما جنوب إفريقيا فأعلن رئيسها جاكوب زوما أن بلاده في وضع جيد وعلى استعداد للتعامل مع أي قضية تنشأ في أعقاب التصويت خاصة بعد هبوط الراند عملة جنوب إفريقيا بقيمة 8 بالمائة بعد مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي. وقال زوما: نحن بالتالي على ثقة بأن نظامنا المالي بما في ذلك البنوك والإطار التنظيمي صامدون للغاية وعلينا عدم إجهاد القارة واحترام إرادة الشعب في المملكة المتحدة. المستعمرات السابقة تقلصت مساحة المستعمرات البريطانية في القارة الإفريقية خلال الحقبة الاستعمارية بعد استقلال بعض البلدان مثل أوغنداوكينيا ونيجيريا الذين اكتسبوا استقلالهم من المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية خلال فترة الستينيات من القرن الماضي. ورغم الاستقلال إلا أن العلاقات مع المملكة المتحدة لم تنته عند هذا الحد بل لا تزال 18 دولة إفريقية أعضاء في رابطة برئاسة الملكة إليزابيث الثانية وتقدم لهم العضوية بعض المزايا السياسية والاقتصادية للدول وكذلك فرص بناء القدرات وسوف تبحث الحكومة البريطانية في كيفية تعميق الشبكات الأخرى بجوار الرابطة لإعادة بناء العلاقات وتقويتها مرة أخرى. وما يخيف بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي الأفكار الحديثة التي طرأت على عموم القارة التي تطالب بتشكيل كتل إفريقية على غرار الاتحاد الأوروبي وكان العديد من القادة الأفارقة بمن فيهم الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني من أنصار الوحدة الإفريقية وهو المبدأ الذي يطالب دول قارته بالمزيد من التعاون السياسي والاقتصادي على حد سواء وقد أدى ذلك إلى إنشاء المجموعات الاقتصادية الإقليمية مثل جماعة شرق إفريقيا والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي وتشمل المجموعات الاقتصادية الإقليمية الثلاث 34 من أصل 53 بلدا إفريقيا. الأماكن التجارية وتفاوض الاتحاد الأوروبي ووقع العديد من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية مع الدول الإفريقية التي تسعى من خلال التجارة والاستثمار لتحقيق التنمية المستدامة والحد من الفقر التي ترسل من خلالها مليارات من اليورو كمساعدات أيضا من قبل الاتحاد الأوروبي للبلدان الإفريقية من أجل تعزيز التنمية والديمقراطية والحد من الفقر كما تقدم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مساعدات عسكرية لبعض البلدان مثل مالي والصومال من أجل مكافحة الإرهاب. وبعد أن تركت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي فإن الأولى لديها لإعادة التفاوض على أكثر من 100 من الاتفاقيات التجارية في جميع أنحاء العالم ما سيستغرق وقتا وهذا هو مصدر القلق لجنوب إفريقيا التي كانت لفترة طويلة شريكا تجاريا قويا مع المملكة المتحدة. كما أن انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي سوف يؤثر على قطاعات عديدة داخل الدول الإفريقية على سبيل المثال فإن دولة جنوب إفريقيا التي تحظى باتفاقيات تجارية مع المملكة لن تتأثر فقط من الناحية التجارية بل في مجال السياحة خاصة مع تأثر الاقتصاد البريطاني والجنيه الأسترليني جراء الخطوة.