مقتل 5 شرطيين خلال مظاهرات احتجاجية في دالاس جرائم العنصرية تشعل شوارع أمريكا ارتفع عدد قتلى المواجهات المسلحة في شوارع دالاس بولاية تكساس الأميركية إلى خمسة ضباط شرطة وأصيب سبعة آخرون بجروح بعدما أسفرت جريمتا قتل رجلين من أصول أفريقية بنيران الشرطة عن إشعال مدن أميركية بمظاهرات ليلية. وأعلنت شرطة مدينة دالاس أنها تأخذ على محمل الجد معلومات عن وجود عبوات ناسفة جاهزة للتفجير في قلب المدينة. وقللت محطات التلفزة الأميركية من شأن هذه المخاوف تحت مبرر أن الرجلين لم يعد أمامهما ما يخسرانه بإثارة الذعر وقد لا يكون هناك أي صحة لمزاعمهما. وأوضح رئيس شرطة دالاس ديفيد براون خلال مؤتمر صحفي أن قناصَيْنِ في موقعين مرتفعين أطلقا النار على 11 من ضباط الشرطة فيما يبدو أنه هجوم منسق. كما أعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على مشتبه به بعد تبادل لإطلاق النار وعثرت على طرد مشبوه بالقرب من المشتبه به الثاني وتم استدعاء فريق من خبراء تفكيك المتفجرات. وحذر عمدة دالاس مايك راولينغ من جانبه من الاقتراب من ساحة المطاردة مع القناصة مشيرا إلى أنه سيتم تحديدها في وقت لاحق عبر موقع خاص على شبكة الإنترنت. إلى ذلك قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إنه تم اطلاع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يزور بولندا حاليا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي على واقعة إطلاق نار على أفراد الشرطة. وكان أوباما قد أعرب عن غضبه الشديد من استمرار وقوع مواطنيه من ذوي البشرة السمراء قتلى بأيدي رجال الشرطة. بدوره أوضح مصور جريمة لويزيانا أنّ الجريمة وقعت أمام متجر يملكه وأنه سبقتها مشادة بين رجال الشرطة والضحية ألتون ستيرلينغ ويبلغ من العمر 37 عاماً وهو أحد الزبائن الدائمين في المحل وكان يملك مسدساً شخصياً لكنه لم يشهره على رجال الشرطة وربما لم يكن يحمله عندما استجاب رجال الشرطة لبلاغ ضد الضحية. وأضاف (أثناء حدوث المشادة شعرت أن الأمر يتصاعد وقد ينتهي إلى اعتداء بالضرب على الضحية فجهزت هاتفي وبدأت التصوير في وقت كان فيه رجال الشرطة قد أوقعوا الضحية على الأرض). وتظهر المشاهد المصورة الضحية بالفعل وهو ملقى على الأرض قبل أن يشهر أحد عناصر الشرطة مسدسه من خاصرته ويطلق حوالى ثلاث طلقات على الرجل الأسمر الذي كان حينها شبه عاجز عن المقاومة. ونفى المفلحي أن يكون قد بث التسجيل عبر موقع فيسبوك أو أي موقع آخر من مواقع التواصل الاجتماعي لكنه أشار إلى أنه عرض التسجيل المصور على أحد المحامين فاصطحبه الأخير إلى محطة تلفزيون محلية تولت بث التسجيل ومنها تناقله مغردون آخرون على نطاق واسع عبر موقعي تويتر وفيسبوك. ورداً على سؤال عما إذا كان قد تقاضى ثمناً للتسجيل من المحطة التلفزيونية التي سلمه لها قال المفلحي (لم يكن يهمني وقتها سوى أن أظهر لأميركا كلها حقيقة ما حصل دون أن أتعرض لأي مخاطر قانونية جراء ما قمت به أما المقابل المادي فلم يخطر على بالي أن أطالب به كما لم يعرض علي أي ثمن). وفي ولاية مينسوتا تمكنت المواطنة الأميركية لافيش رينولد من بث مشاهد مباشرة للدقائق التي تلت إطلاق النار على رفيقها الضحية فيلاندو كاستايل البالغ من العمر 32 عاماً. وحسب المشاهد التي أعادت بثها القنوات الأميركية على نطاق واسع فقد استوقف رجال الشرطة سيارة يقودها رجل أسود وبجانبه امرأة (بطلة التصوير) وظهر سائق السيارة في المشاهد المصورة ملطخاً بالدماء أمام مقود السيارة المتوقفة. وعلى الأرجح أن رفيقة السائق الضحية كانت في تلك اللحظة قد حولت صفحة لها على الفيسبوك إلى بث مباشر عبر منشور عنونته بكلمة واحدة هي شرطة واستمر البث المباشر لأكثر من ست دقائق بقليل. وفي التسجيل أوضحت المرأة بصوتها عن إطلاق الشرطة أربع رصاصات على رفيقها الذي قالت إنه أخبر الشرطة بأن لديه سلاحاً نارياً مرخصاً. وعندما أراد التقاط محفظته لتقديم أوراقه الثبوتية أطلقت الشرطة النار عليه. وكان الضحية وقت تصوير المشهد لا يزال على قيد الحياة إذ شوهد يحاول التحرك ثم سمع صوته وهو يصب لعناته على ما حدث. وأثارت الجريمتان الرأي العام الأميركي لأن مرتكبيهما عناصر في الشرطة الأميركية كما أثارتا سخطاً واسعاً على وجه الخصوص في أوساط الأميركيين الأفارقة حيث ينتمي القتيلان إلى هذه الأقلية التي تكررت اعتداءات الشرطة على أفرادها على نطاق الولاياتالمتحدة. وكان من اللافت أن المظاهرات الاحتجاجية لم تقتصر على المواطنين السمر بل شارك فيها المئات من الأغلبية البيضاء تعبيراً عن انزعاجهم من تكرار مثل هذه الحوادث التي قال بعضهم إنها تنخر في وحدة المجتمع الأميركي وتزعزع أمنه.