استقدمت جمعية تويزة وجمعية شبانية أخرى مهتمة بالبيئة تنشط عبر ولاية تيزي وزو، إطارات فرنسيين ناشطين في المجال الفلاحي على رأسهم السيد اندري بيناتال رئيس الغرفة الفلاحية لمدينة بروفانس الفرنسية، وذلك للمشاركة في فعاليات تظاهرة عيد الزيتون في طبعته الأولى التي تحتضنها بلدية ايفيغا الكائنة على بعد 50 كيلومترا شرق عاصمة الولاية، بتنظيم السلطات المحلية والجمعيات المذكورة بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي· وقد تم استدعاء هؤلاء للاستفادة من الخبرة الأجنبية في كيفية الاستغلال الأمثل لشجرة الزيتون التي تعتبر أكثر الأشجار تلاؤما وطبيعة منطقة القبائل، وذلك دون الإضرار بها، وقد كشف السيد "اندري بينتال" على هامش اليوم الدرسي الذي احتضنه المجلس الشعبي الولائي لعرض التجربة الفرنسية في مجال زراعة الزيتون وتحويله، أن الإنتاج العالمي من زيت الزيتون يضاهي 2500 طن سنويا وهو بالتقريب نسبة الاستهلاك العالمي لهذه المادة الغذائية ولا يوجد كميات مخزنة، والدولة الوحيدة التي تملك كميات مخزنة هي إسبانيا، حيث يتم التلاعب على مستواها بالأسعار· وطرح ذات المتحدث إشكالية عدم استهلاك كل من الشعب الصيني والهندي لزيت الزيتون إلا مؤخرا وركز على أهمية استقطاب هذه القوة البشرية التي ستمثل سوقا هامة لتسويق زيت الزيتون خاصة المنتجة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط ومنها الجزائر، داعيا إلى ضرورة دعم الدولة للفلاحين وتكوينهم على وجه الخصوص حيث لا يزال التعامل مع شجرة الزيتون لا يتم إلا وفقا للطرق التقليدية، وعرج في حديثه على دور الغرف الفلاحية في التنمية الريفية المستدامة، وعلى هامش فعاليات عيد الزيتون، استفادت 40 فلاحة على مستوى بلدية تيزي راشد من تكوين على يد إخصائية فرنسية بخصوص تحويل الزيتون وصنع عجينة هذه الثمرة، والمتمثلة في طحن حبات زيتون منقوعة في الملح لمدة لا تقل عن 6 أشهر، بعدها تنزع النواة وتطحن البقية للحصول على عجينة طرية تضاف إليها نهكة حسب الذوق المرغوب فيه وتصبح جاهزة للاستعمال على شكل معجون، ذو أهمية صحية بالغة حسب نفس الجهات· وتم الحديث أيضا عن باقي الاستعمالات الأخرى للواحق الزيتون على غرار النواة التي ترمى غالبا بعد عملية العصر، هذه النواة كانت تستعمل قديما من طرف السكان في إشعال وإضرام النار نظرا لسرعة التهابه لكن ومع تقدم وتحسن الأوضاع المعيشية أصبحت المزابل والمفارغ العمومية مال هذه النواة، التي ينشئ الفرنسيون بواسطتها مصانع كاملة لحد الساعة، حيث تساهم في خلق الثروة المحلية وخلق فرص شغل لعدد من المواطنين واستغلالا كاملا ومثاليا لشجرة الزيتون التي لا يُرمى منها شيئا، بحيث كشف نفس المسؤول أن هذه النواة تكسر وتحول على شكل صفائح خشبية تباع في الأسواق لغرض التدفئة، وقد طرح النواب والمنتخبون المحليون جملة المشاكل التي لا تزال تعيق التنمية الفلاحية والزراعة الجبلية بمنطقة القبائل، حيث صرح أحد نواب الأرسيدي أنه مع انعدام إرادة سياسية لتنمية المنطقة لا تزال شجرة الزيتون لا ترقى للمستوى المطلوب رغم أنها الأكثر زراعة واحتلالا للأراضي الزراعية، بحيث لا يتواجد حاليا أي وحدة خاصة بتكوين أو توجيه المزارعين على غرار وحدة التلقيم وغيرها·