لطالما كانت الفتاة موضع ثقة بالبيت العائلي طبقا للمثل القائل البنت سر أمها والولد سر أبيه، إلا أنه في الوقت الحالي انقلبت الآية ببعض البيوت وللأسف بعد أن كشفت الوقائع عن تورط فتيات من نفس العائلة في سرقات، منها ما وصلت إلى أبواب المحاكم ومنها من لم تتجاوز جدران البيت العائلي درءاً للعار والفضيحة بعد أن أسال لعاب الفتاة ذلك المبلغ الضخم أو صندوق المجوهرات والذي يقابله خواء جيبها وقلة جاهها، مما يؤدي ببعض الفتيات إلى استغفال كل أفراد المنزل والانقضاض على تلك الممتلكات ثم الفرار بجلدهن إلى وجهات غير معلومة من أجل قلب صفحات حياتهن وطي صفحة البؤس والشقاء واستبدالها بأحسن منها حسبهن، وبعد أن كن محتميات تحت جناح أوليائهن يخترن الحرية والمال والترف دون أدنى ضمير أو اكتراث لما ستسببه تلك الحوادث من أذى وجروح معنوية لكامل أفراد الأسرة على رأسهم الوالدين بعد أن يلحقهما الأذى من فلذات أكبادهم. والعينات التي كشفها الواقع تعبر عن ذلك والتي تورطت فيها فتيات من مختلف الأعمار، في قضايا تتعلق بسطوهن على أسرهن وسرقة مبالغ ضخمة ومجوهراث ثمينة تعادل عشرات الملايين، في الوقت الذي لا يخطر ببال أحد أن تلك الفتاة سوف تغدر بأقرب الناس إليها، ذلك ما عايشته بعض المحاكم بعد أن مثلت الأم في مواجهة ابنتها والأب في مواجهة ابنته المتهمة بسرقة مبالغ مالية من البيت العائلي والفرار من المنزل، منهم إحدى السيدات التي ألحقت بها فلذة كبدها أضرارا بعد أن قامت بالاستيلاء على كامل المجوهرات التي كانت بالخزانة والتي تعادل 100 مليون سنتيم. الشابة التي لم تتمكن من الدفاع عن نفسها بسبب الخجل مما اقترفته ضد والدتها، قالت إنها لم تكن تنوي سرقة المجوهرات وإنما في لحظة غضب قررت فيها مغادرة البيت بعد الخلاف الذي نشب بينها وبين والدتها، فأرادت أخذ مجوهراتها معها، وقد كانت تلك الأخيرة داخل نفس الصندوق الذي يحتوي على مجوهرات أمها، وبالنظر إلى عدم امتلاكها نسخة عن المفتاح اضطرت إلى أخذ الصندوق المليء بالمجوهرات كاملا. أما الوالدة وعلى الرغم من كل ما ألحقته بها ابنتها من أضرار فأكدت أنها صفحت عن ابنتها، وأنها لم تكن تريد أن تتحرك القضية في العدالة، خاصة بعد عودة المتهمة إلى البيت وإعادتها المجوهرات. عينة أخرى لم تصل إلى أبواب المحاكم إلا أن الألسن تداولتها وتتعلق بتلك الشابة التي استولت على مبلغ 200 مليون سنتيم من خزانة بيتهم، وهو شقاء الابن الذي كان يعمل خارج البلاد بعد سنين من الغربة، بحيث كان يبعث شهريا المبالغ التي يجنيها من عمله وكدِّه هناك، والتي حرص أبوه على توفيرها له ولم يكن يدري أن مخالب ابنته الوديعة تترصده من بعيد، إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم التي تجرأت فيه الفتاة على سرقة ذلك المبلغ والنفاذ بجلدها من المنزل، وبعد أن غابت يومين دون معرفة الأسباب، توجهت أمها إلى الخزانة فلم تعثر على المبلغ، وفي تلك الأثناء اكتشفت المصيبة التي حلت بهم، ولم يُعثر على الفتاة في أي مكان، وتعرض أبوها بسبب الفاجعة إلى شلل كلي أقعده في الفراش، كما بلغتهم معلومات أنها فرت إلى ولاية أخرى غير ولايتهم، وعلى الرغم من كل ذلك يحن الأب إلى رؤيتها قبل مغادرته هذه الدنيا فهي في الأول والأخير فلذة كبده، تلك الرابطة القوية التي تجمعهما والتي تناستها هي في لحظة طيش.