ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أمس السبت أن المسؤولين الأمريكيين أُبلغوا في وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي أن الجيش المصري وضع خطة لإعفاء الرئيس حسني مبارك من سلطاته الأساسية، غير أن الرئيس قرر في اللحظة الأخيرة مساء الخميس تغيير الخاتمة من خلال إلقاء خطاب ظهر فيه أنه متمسك بمنصبه. وقالت الصحيفة إن المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي) والبنتاغون أُبلغوا عن خطة الجيش المصري لإعفاء مبارك من سلطاته الأساسية على الفور ووضع حدّ للاضطرابات التي بدأت في البلاد منذ أكثر من أسبوعين. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة التي أُظهرت الخميس لم تكن تحدد مصير مبارك بشكل واضح، وأشارت إلى وجود سيناريوهين "إمّا أن يترك منصبه أو أن ينقل سلطاته"، غير أن الرئيس مبارك قرر في اللحظة الأخيرة تغيير الخاتمة وفاجأ العديد من مساعديه بخطاب بدا فيه أنه متمسك بالسلطة. وأوضح المسؤولون أن الخطاب فاجأ البيت الأبيض وأغضبه وأغضب المتظاهرين ودفع البلاد باتجاه الفوضى، مشيرة إلى أن المسؤولين في الجيش واجهوا مبارك بإنذار أخير "تنحى طوعاً أو ستُجبر على ذلك". وكانت القوات المسلحة المصرية قد أعلنت البيان رقم واحد الخميس الذي أثار حالة من الابتهاج لدى المتظاهرين ورجح بعده مدير ال(سي أي أي) ليون بانيتا أن يقدم مبارك استقالته، غير أن خطاب الرئيس الذي تمسك فيه بالسلطة على الرغم من تفويض بعض صلاحياته إلى نائب الرئيس بشكل غير واضح كان مخيباً للآمال. ووصف السفير الأمريكي السابق إلى مصر دانيال كورتزير خطاب مبارك ب"الكارثة في العلاقات العامة". ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن "واشنطن بوست" أنه بعد خطاب مبارك تراجع تأييده لدى الجيش بشكل كبير، وقد انضم نائب الرئيس اللواء عمر سليمان إلى صفوف المسؤولين في الجيش في وقت متأخر من الخميس. وكان سليمان قد أعلن مساء الجمعة أن الرئيس مبارك قرر التخلي عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، بعد مظاهرات حاشدة استمرت أكثر من أسبوعين مطالبة بإسقاطه وأدت إلى سقوط أكثر من 300 قتيل وآلاف الجرحى من المتظاهرين.