خرج من أضيق أبواب كأس إفريقيا المنتخب الوطني يحصد ثمار التمسخير فشل المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم كليا في مشاركته في الطبعة ال31 لكأس إفريقيا للأمم بالغابون بإقصائه غير المشرف من الدور الأول من المنافسة في الوقت الذي كانت فيه كل الآمال معلقة على هذا الفريق الذي اعتبر من المرشحين في الدورة قبل أن يحصد الخضر (ثمار التمسخير الشامل).. (تمسخير) بدأ قبل دورة الغابون بكثير.. واقع الميدان كشف أن للجزائريين فريق غير قادر على منافسة زيمبابوي أولا (2-2) قبل ان ينهي الدور الاول بتعادل آخر (2-2) أمام الفريق الاحتياطي للسنيغال. وبين المقابلتين جاءت الهزيمة المسجلة أمام تونس (1-2) لتزيد الطين بلة وترهن حظوظ فريق لم يتمكن من ترجمة كلامه إلى أفعال. ويعتبر الدفاع الجزائري الذي تلقى ستة أهداف من بين أسوأ خطوط الدفاع في كل المجموعات. أما على مستوى الهجوم فقد أحرز الفريق الوطني 5 أهداف لكنها لم تكن كافية لتأكيد قيمة اللاعبين على غرار المتوّج مؤخرا بالكرة الذهبية لأحسن لاعب إفريقي رياض محرز وكذا إسلام سليماني. خلافا لتونس والسنيغال المتأهلين من الفوج الثاني إلى ربع النهائي فإن تحضير المنتخب الوطني للموعد القاري كان خارج الإطار تماما مثلما يشير إليه الملاحظون. فالبداية كانت مع الانطلاقة المتأخرة للتحضير للمنافسة القارية لأن رفقاء عيسى ماندي لم يدخلوا في تجمع إلا بداية من 2 جانفي أي عشرة أيام قبل المغادرة إلى الغابون وهو ما طرح العديد من التساؤلات حول الوقت اللازم للقيام بالتحضيرات. بالمقابل انطلق المنتخب التونسي في التحضير يوم 25 ديسمبر بالمشاركة في تربص بإسبانيا ليسبقوا الجزائريين بأسبوع كامل في الإعداد للموعد القاري في حين باشر المنتخب السنيغالي تربصا في داكار قبل أن يتنقل إلى الكونغو حيث خاض مقابلتين وديتين تحضيريتين. ولم يتعامل المسؤولون في الاتحادية الجزائرية (الفاف) بجدية مع الجانب التحضيري حيث كان بإمكانهم تسطير برنامج إعدادي قوي يستجيب لطموحات فريق كان يأمل في الذهاب بعيدا في هذه المنافسة. وبالإضافة إلى مستوى التحضير الذي احتج عليه الملاحظون فإن خيار المقابلتين الوديتين أمام موريتانيا لم يحدث الإجماع في صفوف محبي الفريق الوطني. فمواجهة موريتانيا مرتين عشية انطلاق دورة من مثل مستوى كأس إفريقيا للأمم لم يخدم لا اللاعبين ولا الطاقم الفني الوطني. واقحم مختار بلخيثر الذي كان اكتشاف اللقاء الودي الأول أمام موريتانيا (3 -1) في التشكيلة الأساسية في لقاء الخضر الأول أمام زيمبابوي قبل أن يدرك مدى صعوبة متطلبات المستوى العالي ليستبدله بعد شوط واحد الناخب الوطني المستقيل جورج ليكنس الذي أخطأ بشأنه. وبما أن كان 2017 باتت الآن من الماضي بالنسبة للجزائريين فإنه يتعين على المنتخب الوطني طيّ الصفحة والتطلع إلى المستقبل الذي يبقى غامضا لفريق ضيّع هويته في غضون ثلاث مقابلات. وفي محاولة لحثّ رفقائه على نسيان هذه الحلقة الحزينة في تاريخ الكرة الجزائرية صرّح لاعب وسط الميدان ياسين براهيمي: علينا تحمّل مسؤولية أخطائنا ونستعيد قوانا سريعا خاصة وأن الكثير من المواعيد الهامة ما تزال في انتظارنا مستقبلا. يجب أن نكون أقوياء في الأوقات الصعبة .