دعا مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ شباب المسلمين إلى عدم الإقدام على عمل ما يلجأ إليه الجهلة الذين يتخلصون من أنفسهم بالانتحار وإحراق أنفسهم للتخلص من الهموم· ووصف مفتي السعودية مسالك المنتحرين بمسلك الجهلة الذين يظنون بأن الأرزاق بيد الخلق فيقتلون أنفسهم للتخلص من الهموم والغموم، وقال "إنها مسالك قبيحة خاطئة"· وشدَّد آل الشيخ، على عدم الانصياع لغواية الشيطان بتزيين المعاصي والمسكرات على أنها مفرجة ل"الهموم" ونسيان للواقع والتحليق في أجواء "خيالية"، واصفاً الانصياع لتلك الغايات بأنها "مزيدة للهموم"· وحذر مفتي السعودية من القلق الدنيوي والخوف على الرزق والمستقبل ودعاهم إلى الوثوق بالله والمضيء ب"إيجابية" في الحياة و"الاستبشار والتأمل" بالخير، والحذر من اليأس والقنوط وعدم جعل الغاية متعلقة ب"الخلق" بل بالله والارتجاء إليه وسؤاله والوثوق به والرضا بما كتبه الله لهم· وحث آل الشيخ المسلمين على ذكر دعاء قضاء الدين عند الصباح والمساء، مذكراً بما قاله سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حين دخل ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي، وقضي عني ديني· وبيّن آل الشيخ أن الإيمان والعمل الصالح مطلب لتحقيق الله الحياة الطيبة لعباده والحياة المطمئنة والسعيدة والمليئة براحة البال وانشراح الصدر وقرة العين، وفي الآخرة الجزاء الحسن، وأن من أسباب الظفر بالحياة الطيبة الإحسان للخلق بالقول والعمل وأنواع المعروف، الأمر الذي يجعل المرء لا يحمل هموماً ولا غلاً ولا حقداً·