أثنت على جهودها الإقليمية ** أعرب نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي لمصر والمغرب العربي جون ديسروشر بواشنطن عن ارتياحه لجهود الجزائر من أجل استقرار المنطقة مبرزا (مساهمتها النوعية) في تسوية الأزمة الليبية وتعد هذه (ثاني رسالة غزل) رسمية من أمريكا للجزائر بعد استلام دونالد ترامب مهمته رئيسا للولايات المتحدة. وجاء هذا التصريح يوم الجمعة خلال محادثات جمعت ديسروشر بوفد برلماني جزائري في زيارة إلى واشنطن يضم عضو مجلس الأمة السيدة حفيظة بن شهيدة ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني جمال بوراس والناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي صديق شيهاب ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الأمريكية عبد الكريم مهني. وجرت هذه المحادثات بحضور سفير الجزائربواشنطن مجيد بوقرة. وجدد السيد ديسروشر بوضوح بأن الولاياتالمتحدة تشيد باستقرار الجزائر الذي يسمح بالعمل معا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة. وأبرز الدبلوماسي الأمريكي في هذا الشأن مساهمة الجزائر من أجل تسوية النزاع الليبي مشيرا إلى أن الجزائروواشنطن تبذلان جهودا لجمع الليبيين حول حل شامل يحفظ لليبيا وحدتها وسيادتها الترابية وتماسك شعبها. كما تطرق الديبلوماسي الأمريكي خلال تبدل وجهات النظر إلى الإمكانيات الإقتصادية الهامة للجزائر التي تسمح لها بالتوجه بسرعة نحو تنويع الإقتصاد مشيرا إلى أن المتعاملين الإقتصاديين الأمريكيين مستعدين للمساهمة في هذه الجهود إذا ما استمرت الجزائر في تحسين مناخ الأعمال. وتناولت المحادثات بين الطرفين الإصلاحات السياسية في الجزائر والتي توجت بمراجعة الدستور الذي كرس دولة القانون وحماية الحريات إضافة إلى المسألة المتعلقة بالدور الهام الذي تطلع به الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الإنتخابات في ترسيخ المسار الديمقراطي. كما التقى الوفد البرلماني الجزائري الذي شارك الخميس الماضي في فطور الصلاة الوطني السنوي نظمه الكونغرس الأمريكي بنظرائهم الأمريكيين بحيث تم تبادل وجهات النظر حل آفاق تطوير العلاقات الثنائية. وحضر ممثلو البرلمان مساء الخميس مأبة عشاء نظمها مجلس الشيوخ الأمريكي على شرف وفود الدول الأفارقة المشاركة في فطور الصلاة الوطني بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما حضر مأبة عشاء مجلس الشيوخ الأمريكي مسؤولين سامين أفارقة وعدد كبير من أعضاء الكونغرس الأمريكي بغرفتيه كما تمت دعوة ممثل جبهة البوليزاريو بواشنطن مولود سعيد الذي تناول الكلمة باسم الوفد الإفريقي. وكانت كتابة الدولة الأمريكية قد أكدت أن الجزائر شريك هام بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية يضطلع ب دور بناء في ترقية الاستقرار الاقليمي. وأوضحت كتابة الدولة الأمريكية في بطاقة فنية حول الجزائر نشرت مساء الخميس بواشنطن أن (الجزائر وبحكم موقعها الاستراتيجي تعتبر شريكا هاما تربطه علاقات قوية بالولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال الدبلوماسية والأمن وتطبيق القانون). وتشير وثيقة كتابة الدولة الأمريكية إلى أن الجزائر (بقيت تنعم بالاستقرار رغم الاضطرابات التي هزت دول الجوار هذا فضلا عن اضطلاعها بدور بناء في ترقية الاستقرار الاقليمي) مبرزة جهودها المعتبرة من أجل تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب. في ذات السياق أشارت كتابة الدولة الأمريكية إلى أن الجزائر عضو فاعل في المنتدى العالمي ضد الإرهاب وترأس مناصفة مجموعة العمل حول تعزيز القدرات على مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل علاوة على تقديمها دعما لوجستيا لعمليات حفظ السلام التي تقوم بها الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي. وبعد التطرق إلى العلاقات الدبلوماسية المكثفة أكدت كتابة الدولة الأمريكية على أهمية الحوار السياسي والعسكري القائم بشكل منتظم بين الجزائروواشنطن. كما تطرقت لتبادل الزيارات الهام خلال السنتين الماضيتين على غرار الحوار الاستراتيجي بين البلدين الذي عقد في واشنطن في 2015 وزيارات مسؤولين سامين سياسيين وعسكريين من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الجزائر في 2016. وعلى الصعيد الاقتصادي توضح كتابة الدولة الأمريكية أن الجزائر تعد أحد أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما وقع البلدان على اتفاق إطار حول التجارة والاستثمار يحدد المبادئ المشتركة لعلاقتهما الاقتصادية ويعد قاعدة للتفاوض حول اتفاقات ثنائية أخرى. هذا وأعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن دعمها للجزائر في جهودها الرامية لتنويع اقتصادها ولمسار انضمامها للمنظمة العالمية للتجارة.