في ندوة علمية حول العلامة الراحل الشيخ سيدي محمد بلكبير ** دعا مشاركون في ندوة علمية حول العلامة الراحل الشيخ سيدي محمد بلكبير عقدت أمس الأربعاء بأدرار إلى ضرورة استلهام قيّم دينية واجتماعية وإنسانية ثمينة من المسيرة العلمية الحافلة للعلامة. وأبرز متدخلون من أكاديميين وباحثين ومشائخ وأئمة في هذه الندوة السنوية في طبعتها الخامسة لإحياء ذكرى وفاة العلامة سيدي محمد بلكبير تحت عنوان (جهود الشيخ بلكبير في تحصين الأمن الفكري وآليات تفعيل هذا الدور في الوقت الراهن) ما تركه الشيخ من بصمات جليلة طيلة مسيرته العلمية التي أفناها في خدمة الأمة الإسلامية والتنوير الفكري وتكريس المرجعية الدينية الوسطية ومحاربة الجهل ومختلف الآفات الإجتماعية وإصلاح ذات البين بالحكمة والموعظة الحسنة. وأشار ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف البروفيسور محند أويدير مشنان أن هذه الجهود التنويرية للشيخ الراحل قبل وبعد الإستقلال أنتجت للجزائر (جيلا ذهبيا) من الأئمة والمشايخ الذي ساهموا إلى حد كبير في صون الأمن الفكري والمرجعية الدينية للوطن المبنية على قيم الصفاء الروحي والتسامح والخير والإستقرار الإجتماعي و السلم والمحبة. ومن جانبه أكد رئيس المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بأدرار الشيخ عبد الكريم الدباغي أن تعزيز دور القدوة والنموذج يعد الحلقة الأقوى في صون وحماية الأمن الفكري حتى لا يصاب المجتمع في انسجامه وأمنه واستقراره بدوافع عقائدية أو دينية أو مذهبية. وذكر أن الشيخ الراحل كان يراعي مختلف هذه الجوانب في صون الأمن الفكري للأمة من خلال الإهتمام بالسلوك والتطبيق العملي للمضامين الدينية الصحيحة في الحياة الإجتماعية. وبدوره أبرز الإمام أحمد بن حسان دور المسجد في صون وحماية الأمن الفكري معتبرا أن مؤسسة المسجد تعد حصنا قويا ومنيعا لأمن المجتمع من مختلف الآفات داعيا إلى ضرورة اضطلاع الإمام بوظيفته في استغلال المسجد استغلالا إيجابيا لصالح الأمة والمجتمع والإرتقاء به لأداء رسالته على الوجه الصحيح. كما نوه المتدخل بدور المنبر الذي يعد أداة فاعلة ومؤثرة في صناعة الأفكار والتوجهات وبناء العقول والنفوس إلى جانب تفعيل حلقات الذكر والدروس العلمية بالمساجد نظرا لدورها الهام في التربية والتعليم والإصلاح وتعزيز اندماج الأئمة والمشايخ في الحياة الإجتماعية.
مسيرة الشيخ بلكبير تكرّس المنهج الوسطي المعتدل وتم التأكيد بالمناسبة على أن المسيرة العلمية للشيخ العلامة بلكبير تكرس المنهج الوسطي المعتدل حيث تأتي مثل المبادرات الفكرية التنويرية في صميم حماية المرجعية الدينية للوطن وصون الأمن الفكري الجزائري خاصة وأنها تتناول جهود علم من أعلام الجزائر والأمة الإسلامية والإنسانية في هذا العصر الحديث. ويهدف اللقاء الذي بادر بتنظيمه المجلس الشعبي لبلدية أدرار بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف إلى التعريف بالمسيرة العلمية للشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير للإقتداء بها في تكريس المنهج الوسطي المعتدل في ظل ما يتعرض له الدين الإسلامي الحنيف من تحديات خطيرة التي يغذيها دعاة التطرف والغلو من أجل حماية النشء والشباب من هذه التداعيات مثلما أشار إليه ممثل المجلس الشعبي البلدي بن زيطة مصطفى. وعرض خلال أشغال هذه الندوة العلمية شريط مصور لمسيرة الشيخ الراحل منذ مراحله الأولى في طلب العلم مرورا بمرحلته التعليمية ورحلاته العلمية إلى أن استقر به المقام في مدرسته القرآنية التي وافته بها المنية. كما تم بالمناسبة منح تكريم شرفي لرئيس جمعية الأبحاث والدراسات التاريخية نظير دورها الكبير في التعريف بجهود علماء ومشايخ المنطقة. وتعرف مدينة أدرار هذه الأيام توافدا كبيرا للزوار من مختلف جهات الوطن لحضور مراسم إحياء للذكرى السنوية لوفاة الشيخ الراحل حيث ستنظم حلقات ختم القرآن الكريم وقراءة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة.