الإعلان عن إنشاء مليوني سكن جديد وضع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة غلافا ماليا بقيمة 286 مليار دولار من أجل إنجاز استثمارات عمومية مختلفة في الفترة الممتدة من الآن إلى غاية 2014، وذلك من أجل النهوض بالتنمية الوطنية، وبهدف تحسين الإطار المعيشي للجزائريين وتحقيق رفاهيتهم. وأمر الرئيس وزراء الحكومة بضرورة شرح برامج قطاعاتهم للشعب؛ من خلال وسائل الإعلام، وكذا خلال زياراتهم الميدانية. أعلن بيان صدر عن مجلس الوزراء الذي عقد أمس الإثنين اجتماعا برئاسة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، عن الموافقة على برنامج الاستثمارات العمومية للفترة الممتدة ما بين سنتي 2010 و2014، الذي يندرج هذا البرنامج ضمن دينامية إعادة الإعمار الوطني، التي انطلقت قبل عشر سنوات ببرنامج دعم الإنعاش الاقتصادي، الذي تمت مباشرته سنة 2001 على قدر الموارد التي كانت متاحة وقتذاك. 130 مليار دولار لاستكمال المشاريع الحالية وحسب البيان ذاته، فقد تم رصد 21.214 مليار دينار أو ما يعادل 286 مليار دولار من أجل تجسيد هذا البرنامج الضخم الذي يشمل شقين اثنين، هما: استكمال المشاريع الكبرى الجاري إنجازها على الخصوص في قطاعات السكة الحديدية والطرق والمياه بمبلغ 9.700 مليار دينار؛ (ما يعادل 130 مليار دولار، وإطلاق مشاريع جديدة بمبلغ 534 .11 مليار دينار؛ (أي ما يعادل حوالي 156 مليار دولار). وحرصا منه على تحسين الإطار المعيشي للجزائريين قرر الرئيس أن يخصص برنامج 2010-2014، أكثر من 40 بالمائة من موارده لتحسين التنمية البشرية، وذلك على الخصوص من خلال: - ما يقارب 5000 منشأة للتربية الوطنية (منها 1000 إكمالية و850 ثانوية)، و600 ألف مكان بيداغوجي جامعي، و400.000 مكان إيواء للطلبة، وأكثر من 300 مؤسسة للتكوين والتعليم المهنيين. - أكثر من 1500 منشأة قاعدية صحية، منها 172 مستشفى، و45 مركبا صحيا متخصصا، و377 عيادة متعددة التخصصات، بالإضافة إلى أكثر من 70 مؤسسة متخصصة لفائدة المعاقين. - مليوني (02) وحدة سكنية، منها 1.2 مليون وحدة سيتم تسليمها خلال الفترة الخماسية، على أن يتم الشروع في أشغال الجزء المتبقي قبل نهاية سنة 2014. - توصيل مليون بيت بشبكة الغاز الطبيعي، وتزويد 220.000 سكن ريفي بالكهرباء. - تحسين التزويد بالماء الشروب على الخصوص؛ من خلال إنجاز 35 سدا و25 منظومة لتحويل المياه، وإنهاء الأشغال بجميع محطات تحلية مياه البحر الجاري إنجازها. - أكثر من 5.000 منشأة قاعدية موجهة للشبيبة والرياضة، منها 80 ملعبا، و160 قاعة متعددة الرياضات، و400 مسبح، وأكثر من 200 نزل ودار شباب. - وكذا برامج هامة لقطاعات المجاهدين والشؤون الدينية والثقافة والاتصال. برنامج يغير حياة الجزائريين وبعد المصادقة على هذا البرنامج الطموح الذي من شأنه تغيير حياة الجزائريين نحو الأفضل، ذكّر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بأن »هذا البرنامج جاء وفاء للعهد الذي قطعته على نفسي أمام الأمة في شهر فبراير من السنة الفارطة؛ بغية الإبقاء على دينامية إعادة الإعمار الوطني، التي تم الشروع فيها منذ عشر سنوات. إنه يتعين الآن على الحكومة أن تتولى تحقيقه، خاصة وأن تنفيذه قد انطلق مع بداية هذه السنة مع الدفعات الأولى من تراخيص البرامج واعتمادات الدفع، التي تم النص عليها في قانون المالية. كما يستوقف البرنامج هذا كافة المواطنين لكي يتجندوا ويجعلوا منه أداة قوية للنمو ولإنشاء مناصب الشغل وتحديث البلاد«. وواصل رئيس الجمهورية قائلا: »حقا إننا توصلنا بدعم من شعبنا إلى إعادة السلم وخوض غمار المصالحة الوطنية التي تجني الجزائر ثمارها؛ من خلال تحرير طاقاتها لتدارك ما فاتها ولمواجهة التحديات. ويبقى علينا من الآن فصاعدا أن نعزز قدراتنا التنموية الوطنية، ونحرر التنمية من التبعية للمحروقات التي لا تدوم، فبهذا الثمن وحده سيأتي لنا تأمين المستقبل وديمومة نهج العدالة الاجتماعية، والتضامن الوطني الذي انتهجناه«. الرئيس يدعو لاستخلاص الدروس قال رئيس الجمهورية أنه »لا جدال في أن الانتكاس يكون مآل كل نهضة اقتصادية ما لم تتمخض عن القدرات الذاتية التي تؤمّن لها الاستمرار. ويكفينا النظر إلى آثار الأزمة الاقتصادية في كثير من مناطق العالم لنتذكر الدرس الذي تكبّدناه بكثير من الألم قبل أقل من عشرين سنة. وفي ما يخصنا فقد خلّصنا الجزائر من الديون الخارجية، وجندنا جملة الموارد المتوفرة لاستثمارها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، واتخذنا إجراءات لاسترجاع تحكم البلاد في اقتصادها. غير أن ذلك سيكون غير كاف إذا لم ترافقه تعبئة أكبر من قبل الجميع من أجل استدرار أقصى فائدة من سائر هذه المكاسب«. وأضاف رئيس الجمهورية: »على امتداد عشر سنوات قمنا بتحسين الظروف اليومية للمواطنين في جميع الميادين، ومكنا البلاد بفضل الإنفاق العمومي أساسا من دحر البطالة والحفاظ على نسبة نمو معتبرة من دون المحروقات. ويتعين علينا الآن القيام بوثبة نوعية أخرى بطبيعة الحال؛ من خلال مواصلة التنمية الاجتماعية، وتحديث الهياكل القاعدية، لكن كذلك من خلال تثمير أوفى لقدراتنا الإنتاجية وإمكاناتنا الاقتصادية. من هذا المنظور بالذات وبعد مباشرة برنامج هام لدعم الفلاحة منذ العام الماضي، قررنا اليوم تعبئة موارد معتبرة لتحديث المؤسسات العمومية والخاصة في جميع القطاعات«. وأشار رئيس الجمهورية قائلا: »لهذه الغاية سنضيف ابتداء من هذه السنة إلى كافة التحفيزات المعتمدة لتشجيع الاستثمار، دعما هاما لإعادة تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما سنوسع برامج تحديث المؤسسات العمومية؛ حيث تشمل جميع المؤسسات التي ماتزال تتوفر على سوق داخل البلاد، بأن نجند إلى جانبها الشركاء الأجانب الراغبين في الاستفادة من السوق المحلية ومن عقود متصلة بالبرنامج العمومي للاستثمارات. وسنوسع، أخيرا، الهامش التفضيلي الممنوح للمؤسسات الجزائرية في العقود العمومية«. واغتنم الرئيس بوتفليقة فرصة المصادقة على البرنامج الضخم ليهيب بالمقاولين والإطارات المسيرة للمؤسسات والعمال، تحويل الاستثمارات العمومية هذه إلى مكسبات للأداة الاقتصادية الوطنية، وإلى مناصب شغل ينشئونها لصالح الشباب، وإلى قدر يُذكر من الصادرات من غير المحروقات. الوزراء مطالَبون بشرح برامجهم أمر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن يسهر كل قطاع على الإعداد الجيد للمشاريع؛ من أجل تجنب إعادة تقويم التكاليف، مؤكدا أن الخزينة العمومية تقوم من خلال هذا البرنامج بتعبئة جميع قدراتها. وأكد رئيس الجمهورية أن »كل قطاع سيعرض على رأس كل سنة مدى تقدمه في تنفيذ برنامجه. وسنقوم كل سنة بتقدير الوضع المالي للبلاد حتى نأخذ عند الاقتضاء وسائلنا المالية بعين الاعتبار، ذلك أننا نستبعد مقدما أي لجوء إلى الاستدانة من الخارج. كما أننا سنرافق هذا الإنفاق العمومي الهام لصالح التنمية بما يلزم من الصرامة لكي نقضي على أي إفراط، وأكثر من ذلك على أي تبذير في تسيير الدولة والجماعات المحلية. وموازاة مع ذلك سيتعين على آليات الرقابة أن تؤدي دورها كاملا كما سبق لي وأن أمرت به في تعليمتي الأخيرة«. وختم رئيس الجمهورية ملاحظاته حول هذا الملف الهام بالإيعاز إلى أعضاء الحكومة، بتنظيم حملة شرح لمحتوى برنامجهم القطاعي من خلال وسائل الإعلام وبمناسبة زياراتهم الميدانية. كما أمر الولاة بإعلام المنتخبين والمجتمع المدني ببرنامج التنمية المخصص لولاياتهم. ودرس مجلس الوزراء ووافق أيضا على مشروع قانون تمهيدي يتعلق بالمجالات المحمية في إطار التنمية المستدامة. ويقترح هذا النص تعريفا لمختلف الفضاءات المحمية الموزعة على سبع فئات، هي الحظيرة الوطنية، والحظيرة الطبيعية، والمحمية الطبيعية التامة، والمحمية الطبيعية، وحظيرة تسيير الأوطان والأنواع، والموقع الطبيعي، والرواق البيولوجي. كما ينص على كيفيات ترتيب المجالات المحمية بناء على رأي لجنة وطنية مختصة بمشاركة السلطات المحلية المعنية إقليميا. ويحدد في الأخير أنماط تسيير المساحات المحمية، والأحكام الكفيلة بضمان حماية حقيقية لها